
بني ملال: ندوة ختامية لمشروع “نعم تستطعن” لدعم المشاركة السياسية للنساء
تنظم “جمعية التأهيل للشباب” اليوم الخميس بمدينة بني ملال الندوة الختامية لتقديم خلاصات مشروع “نعم تستطعن”، الهادف إلى تشجيع مشاركة النساء في تدبير الشأن العام.
وتتضمن هذه الندوة، المنظمة في إطار مشروع “نعم تستطعن” الذي تشرف عليه الجمعية بتمويل من قبل صندوق الدعم المخصص لتشجيع تمثيلية النساء التابع لوزارة الداخلية وبشراكة مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بني ملال- خنيفرة والمعهد الوطني الديمقراطي الأمريكي، تقديم أهم مخرجات وتوصيات المشروع، الذي كان قد انطلق شهر أكتوبر من السنة الماضية، في مسعى إلى تقوية قدرات النساء المنتخبات في مجالس الجماعات الترابية، علاوة على توعية وتحسيس الفاعلين والفاعلات بأهمية مشاركة النساء في تدبير الشأن العام.
وبهذه المناسبة، أبرزت ورقة أعدتها الجمعية المذكورة تزايد أهمية المشاركة النسائية و الشبابية في الشأن العام “بوصفها إحدى أهم روافد المواطنة والمشاركة الديمقراطية لدى المجتمعات المعاصرة”، مشيرة إلى ان هذه المشاركة تعد من بين “أبرز مقومات مشروع الحداثة والبناء الديمقراطي”.
وأضافت الورقة أنه مما لا شك فيه أن قضية مشاركة النساء والشباب “أصبحت تطرح نفسها بشكل كبير في مجتمعاتنا في هذه الآونة، لأسباب تتعلق بهموم واحتياجات النساء والشباب نفسه ولأسباب تتعلق بمتغيرات المجتمع وتوجهاته الجديدة وإفرازاته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والعلمية والتكنولوجية، وكذا عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية والمجالية، والتي تؤثر على المشاركة السياسية” لهذه الفئة.
من هذه المنطلقات ترى الجمعية أن تعزيز مشاركة النساء والشباب وتمكينهم على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وزيادة الاهتمام بتطلعاتهم واحتياجاتهم ومضافرة الجهود من أجل التعريف بقضايا النساء والشباب والأخذ بعين الاعتبار مجمل التحديات، وتحسين مشاركتهم في إعداد وتنفيذ وتتبع وتقيم السياسات العمومية، “مدخلا جوهريا لتعزيز الديمقراطية ببلادنا”.
كما تعتبر الورقة أن تطوير ثقافة المشاركة يعد أمرا ضروريا، لتمكين هذه الفئة “من أن تصبح عنصرا فاعلا وطرفا مشاركا في بناء الشأن العام”، مما يستلزم ضمان حقها في المبادرة الجماعية، وفي نفس الوقت إتاحة جميع الوسائل اللازمة لإعمالها.
وأوضحت الورقة أن الجمعيات، التي تساهم في إشراك النساء والشباب في الشأن العام من خلال السماح لهم بتولي المسؤولية في مواجهة المشاكل، بروح من التضامن، “هي عناصر فاعلة أساسية في الديمقراطية”، مشددة على ضرورة تشجيعها ودعمها، لأنها تساهم في حيوية المشاركة وبالتالي تعزيز الديمقراطية، ومن ثمة أهمية أن تأخذ بعين الاعتبار المكانة التي تولى للشباب، لا سيما فيما يتعلق بتجديد مجالس إدارة هذه الهياكل.
وخلصت الورقة إلى أن تشجيع مشاركة النساء والشباب يعني العمل من أجل اندماجهم في المجتمع، من خلال إظهار الثقة فيهم والسماح لهم بأداء دورهم في البناء المشترك.
وكانت “جمعية التأهيل للشباب” قد دشنت هذا المشروع السنة الماضية من خلال تنظيم ندوة افتتاحية حول موضوع “أي آفاق لتعزيز مشاركة النساء والشابات في تدبير الشأن العام المحلي ؟”، بمشاركة عدد من المنتخبات والفاعلات والفاعلين المدنيين.
وتسعى الجمعية، من خلال هذا المشروع، إلى تأطير ومرافقة النساء الراغبات في ولوج الاستحقاقات المقبلة، عن طريق التعرف على مجموعة من الآليات والتقنيات التي ستساهم في تعزيز قدراتهن الشخصية والمعرفية”، حتى يكن قادرات على إرساء سياسة عمومية تواكب تطلعات المواطنات والمواطنين بشكل عام”، وذلك من خلال تقديم دورات تكوينية متنوعة وحملات تحسيسية، تشمل مختلف أقاليم جهة بني ملال-خنيفرة، علاوة على إعداد وإنتاج دعامات إلكترونية سيتم نشرها من قبل الجمعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان سلوبودان ميليتش المدير المقيم للمعهد الوطني الديمقراطي الأمريكي قد أوضح، في تصريح سابق، أن مشاركة هذا المعهد، الذي يعمل في أكثر من 70 دولة حول العالم ومتواجد بالمغرب منذ 20 عاما، في تأسيس مشروع ” نعم تستطعن” الطموح، تتماشى مع إرادة المغرب في إعداد نساء منتخبات قادرات على خوض الاستحقاقات الانتخابية بنفس قدرة نظرائهن الرجال.
وأضاف أن الأمر يتعلق بمشروع واعد لأنه سيسمح على مدى ستة أشهر بتدريب نساء ترغبن في المشاركة في الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أن عددا من النساء المغربيات أصبحن ينخرطن بشكل متزايد في أنشطة سياسية دون أن يحظين بتكوين كاف لخوض حملة انتخابية بشكل أفضل.