ثقافة

المدير الجهوي للثقافة بمراكش آسفي يشرح سبب توقف مركز التكوين المسرحي وإغلاق قاعة المسرح (حوار)‎

مراكش – حاوره كمال اشكيكة

تلقت الجريدة مجموعة من الاستفسارات من مهتمين بالشأن الثقافي بمدينة مراكش، كان جلها يصب حول إغلاق قاعة المسرح المتواجدة بدار الثقافة الداوديات، وتوقيف المركز النموذجي للتكوين المسرحي، وأيضا حول عدم تقديم المديرية الجهوية للثقافة بجهة مراكش – آسفي، لأي دعم للفنانين خلال جائحة كورونا.
من أجل الإجابة على هذه الأسئلة، استضفنا السيد عزوز بوجميد، المدير الجهوي للثقافة بجهة مراكش- آسفي.

– السيد المدير، يتحدث البعض عن إغلاق قاعة المسرح المتواجدة بدار الثقافة الداوديات منذ أزيد من سنة، ما السبب في ذالك؟
– بالفعل، فقد تم إغلاق قاعة المسرح المتواجدة بدار الثقافة الداوديات، منذ مدة، والسبب في ذلك يعود إلى أنها أصبحت تشكل خطرا على الجمهور، وهذا ما دفع المصالح المختصة بالوزارة، إلى قرار إغلاقها بعد دراسة تقنية. وبالتالي بقيت مغلقة لمدة، وكان حينها مبرمجا بناء رواق للفنون بالإضافة إلى مجموعة من أعمال التهيئة للمعهد الموسيقي ومحيطه. وكان هذا المشروع قيد الإنجاز، إلا أنني وبعد أن أصبحت على رأس المؤسسة وجدت مرفقين مهمين أحدهما مغلقا، وهو قاعة المسرح بدار الثقافة الداوديات، والثاني على وشك الإغلاق، وهو الخزانة الوسائطية بمراكش المعروفة بخزانة بن يوسف، حينها رأيت أنه من غير المعقول أن نعمل على مشروع تهيئة رواق للفنون بينما لدينا مرفقين مهمين لم تتم برمجتهما، بطبيعة الحال يمكن القول أن وقت برمجة المشروع لم تكن إمكانيات الوزارة المادية تسمح بذلك.

في سنة 2019، طلبنا من الوزارة إدماج المرفقين المذكورين في الإصلاحات، كما طلبنا أيضا بتخصيص ميزانية لبناء مقر للمديرية الجهوية للثقافة، حيث أنه كما يعلم الجميع، فالمديرية لا تتوفر على مقر وإنما تستغل جناحا بالمعهد الموسيقي كمقر مؤقت لها، وبالتالي رصدت الإعتمادا المالية لإدماج تهيئة قاعة المسرح والمكتبة الوسائطية، وهذا بطبيعة الحال تطلب منا مجموعة من الإجراءات الإدارية والتقنية كإنجاز التصاميم التعديلية، والدراسة التقنية.. لإدخالهم ضمن مشروع تهيئة رواق الفنون، وبالتالي كان لابد من إجراء مجموعة من اللقاءات مع المصالح المختصة،

ولم نحصل على الترخيص لتهيئة القاعة والخزانة إلا في شهر يونيو 2020. ثم بدأنا العمل بهم.
بالتالي، فقرار إغلاق قاعة المسرح بدار الثقافة الداوديات، كان بهدف تفادي الأسوء وهذا ليس حكرا على المرفقين المذكورين، بل هناك مجموعة أخرى من البنايات المغلقة نذكر منها على سبيل المثال الكنيسة البرتغالية بمدينة آسفي وكذلك قصر البحر بنفس المدينة، والذين كانا مغلقين قبل ظهور جائحة كورونا، لأن حالتهما أصبحت تشكل خطرا على الزوار. اذا فهذه عملية عادية. ففي الوزارة أو المديرية، حين تكون بناية تشكل خطرا على الزوار، نعطي الأسبقية لحماية الأرواح، ونقوم بإغلاقها ريتما تتوفر الإمكانيات لإصلاحها.

صحيح أن العاملين في المجال المسرحي يقومون بالإحتجاج على قرار الإغلاق، لكن ربما يقومون بذلك لعدم توفر المعطيات الدقيقة لديهم.
– متى سيتم الانتهاء من تهيئة البنايتين؟
-حسب المعطيات المتوفرة لحد الآن فإن أشغال بناية القاعة الكبرى والخزانة الوسائطية ستنتهي خلال شهر مارس 2021، وسيبقى أمامنا التجهيز الذي سيتطلب حوالي ستة أشهر.
لكن لابد من الإشارة إلى أنه بالنسبة للخزانة الوسائطية، ومراعاة منا لمتطلبات الطلبة، تركنا بها جناحا مفتوحا في وجه الزوار.
– خلال ظهور جائحة كورونا، وضمانا لاستمرار مرفق الثقافة، ماذا قدمت المديرية كحلول؟
– المديرية خلال فترة جائحة كورونا، لم تتوقف عن العمل، بل قمنا بإنجاز صفحات على وسائل التواصل الإجتماعي، كالفايسبوك واليوتيب. وكنا نشتغل بها بشكل شبه يومي حيث انفتحنا على عدد من الأشكال الإبداعية، كالآداب، التشكيل، المسرح، التعريف بالتراث والصنائع التقليدية، وصبحيات الأطفال… وقد اكتشفنا أن الإقبال كان كبيرا ومتميزا، بل تعدى الإقبال الذي كانت تعرفه الأنشطة الحضورية. وربما أن هذا يعود إلى عدم حصر العرض في مكان وزمان محددين، مما سمح لعدد أكبر من الناس من الولوج إليه.

كما أن هذه العملية، مكتنا من تلقي مجموعة من الملاحظات الإجابية منها والسلبية، عبر تعاليق المتابعين، والتي تجعلنا نعمل على تجويد المنتوجات المقدمة.

وسنحاول الاستمرار في العمل بهذه الوسائط حتى بعد ان تعود الحياة إلى طبيعتها إن شاء الله، لما لمسنا فيها من إيجابية وتمكين لكثير من المواطنين من ولوج العرض الثقافي.
– يتكلم العديد من المهتمين بالشأن المسرحي عن توقيفكم ل “المركز النموذجي للتكوين المسرحي” ، هل هذا صحيح، وما السبب في ذلك؟
– هنا لابد من الوقوف على مجموعة من النقط، فما يسمى ب “المركز النموذجي للتكوين المسرحي” ، لا وجود له بالهيكل التنظيمي، للمديرية، ولا للوزارة. فبعد قدومي كمسؤول على رأس المديرية، وجدت مجموعة من أساتذة التعليم الفني، قاموا فيما بينهم بإنجاز هذا التصور، والبدء في تقديم ورشات في المسرح بالليل. لكن لا وجود لأي وثيقة رسمية لذلك.
وأنا كمدير، مستعد أن أمد يد المساعدة والترافع من أجل إحداث مركز نموذجي للتكوين المسرحي، شريطة أن يتم إحداثه وفق الإحترام التام للقانون.
– هناك مجموعة من المرافق القريبة لأبواب المدينة القديمة بمراكش، والتابعة لمصالح المديرية، ولا يتم استغلالها، ما رأيكم في ذلك؟
– لدينا مرفقين فقط تحت وصاية الوزارة، ويتواجد أحدهما بباب دكالة، يتم استغلاله كرواق للفن التشكيلي. والثاني يتواجد بالقرب من باب أغمات، وقد تم ايضا إصلاحه وبقي مغلقا، الا أننا وضعنا له تصورا، لا يزال قيد الدراسة، من أجل احداث مركز لتفسير التراث به.
هناك مرافق بالقرب من الأبواب الأخرى، تابعة لمصالح أخرى، لكن يتم الآن عقد لقاءات بشأنها قصد احداث مراكز لتفسير التراث بها، والوزارة ستكون شريك في ذلك.
– قدمت وزارة الثقافة خلال بداية جائحة كورونا دعم لبعض الفنانين، فيما بقي بعض الفنانين وكانوا يأملون أن يستفيدون من دعم المديرية، لكن دون جدوى.
– نحن كمديرية ليس من اختصاصنا تقديم الدعم، بل نقوم باقتناء العروض والأعمال الثقافية، وقد بدأنا هذا قبل حلول جائحة كورونا، وقمنا بإحداث لجنة لدراسة ملفات الأعمال المعروضة، وقد قمنا باقتناء الأعمال المختارة. كما عقدت من أجل توضيح هذا الأمر عدة لقاءات وكان جلها مع النقابات المسرحية، وشرحت لهم أن هناك ثلاثة أشكال للعمل، وهي:
– إقتناء العروض أو الأعمال.
– عقد الشراكات.
– الدعم اللوجيستيكي.
أما بالنسبة للدعم الذي تقدمه الوزارة فلا دخل للمديرية به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 + ثلاثة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض