أخبار دولية

كيم يو جونغ شقيقة زعيم كوريا الشمالية تنصح واشنطن وسول بعدم “نشر رائحة البارود من جديد في أراضينا”

نصحت كيم يو جونغ، شقيقة زعيم كوريا الشمالية الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بـ”عدم نشر رائحة البارود من جديد في أراضينا”. وقالت في بيان “إذا كنتم ترغبون بالنوم مطمئنين للسنوات الأربع المقبلة، الأفضل من البداية عدم التسبب بأعمال تجعلكم تصابون بالأرق”.

ويتزامن هذا التصعيد تجاه الإدارة الأمريكية الجديدة مع قيام واشنطن وسول بمناورات عسكرية سنوية مشتركة ووصول وزيري الدفاع الأمريكي لويد أوستن والخارجية أنتوني بلينكن إلى اليابان لحشد تحالفات عسكرية ضد الصين وتعزيز جبهة موحدة ضد الشمال المسلح.

يبدو العالم أمام حرب كلامية أخرى بين الإدارة الأمريكية الجديدة وبيونغ يانغ إثر تنديد شقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بالولايات المتحدة وكوريا الجنوبية الثلاثاء، فيما بدأ وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان جولة آسيوية تشمل طوكيو وسول.

ونقلت صحيفة رودونغ سينمون الكورية الشمالية الرسمية بيانا لكيم يو جونغ قدمت فيه “النصح إلى الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة التي تجهد عبر المحيط لنشر رائحة البارود في أرضنا”.

وأضافت الشقيقة النافذة للزعيم الكوري الشمالي “إذا كنتم ترغبون بالنوم مطمئنين للسنوات الأربع المقبلة، الأفضل من البداية عدم التسبب بأعمال تجعلكم تصابون بالأرق”.

وتعد تصريحات كيم يو جونغ، المستشارة الرئيسية لشقيقها، أول إشارة صريحة من كوريا الشمالية تجاه الرئيس جو بايدن منذ تسلمه الحكم من سلفه دونالد ترامب، على الرغم من أنها لم تذكر الرئيس الديمقراطي بالاسم.

الولايات المتحدة “العدو الرئيسي الأول”

وكانت مقاربة ترامب غير التقليدية في السياسة الخارجية قد جعلته يتبادل الإهانات والتهديدات بشن حرب مع كيم جونغ أون في البداية، قبل أن ينقلب ذلك إلى علاقة ود دبلوماسية وشخصية غير عادية بين الزعيمين دفعت بهما إلى عقد العديد من القمم.

لكن في النهاية لم تؤدي هذه العلاقة إلى إحراز أي تقدم في قضية نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية التي ترزح تحت عقوبات دولية متعددة بسبب برامج تسلحها النووية والصاروخية.

للمزيد، واشنطن ترسل وزيري الخارجية والدفاع في جولة آسيوية “لردع الصين”..كيف؟

وعزلت البلاد نفسها أكثر، وفرضت إغلاقا صارما للحدود لحماية نفسها من جائحة كوفيد-19 التي ظهرت للمرة الأولى في الصين المجاورة.

وقبل فترة وجيزة من تنصيب بايدن في يناير، انتقد الزعيم الكوري الشمالي الولايات المتحدة ووصفها بأنها “العدو الرئيسي الأول” لبلاده وكشفت بيونغ يانغ عن صاروخ باليستي جديد خلال عرض عسكري.

“واشنطن لم تقدم تنازلات كافية” حسب بيونغ يانغ

وتوسط رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن في المحادثات بين بيونغ يانغ وواشنطن، لكن منذ فشل قمة هانوي بين كيم وترامب في فبراير 2019، دخلت العلاقة بين سول وبيونغ يانغ بدورها في جمود عميق.

وتعتبر كيم يو جونغ مستشارة موثوقة لشقيقها، وقد لعبت دورا رئيسيا خلال الأزمة بين الكوريتين العام الماضي التي بلغت ذروتها بتفجير كوريا الشمالية لمكتب اتصال مشترك عند جانبها من الحدود.

وأشار شين بيوم-تشول الباحث في المعهد الكوري للأبحاث الإستراتيجية الوطنية، إلى أن تصريحات كيم يو جونغ مثلت في السابق خطوات تصاعدية لبوينغ يانغ. وأضاف لوكالة الأنباء الفرنسية إن “كوريا الشمالية رأت أن الولايات المتحدة لن تقدم تنازلات كافية ولذلك اصدرت هذا البيان قبل زيارة بلينكن واوستن لسول”.

وأوضح أن هناك “احتمالا كبيرا” لقيام كوريا الشمالية باستفزاز عسكري أثناء رحلة المسؤولَين الأمريكيَين أو بعدها مباشرة.

“مسيرة الأزمة” بدلا من “مسيرة دافئة”

وسول وواشنطن حليفتان ويتمركز نحو 28,500 جندي أمريكي في كوريا الجنوبية لحمايتها من هجوم كوري شمالي محتمل.

وكانت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية قد بدأتا الأسبوع الماضي مناوراتهما العسكرية المشتركة السنوية التي من المقرر أن تستمر تسعة ايام، وإن جاءت هذه المرة بحجم أقل من السابق بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا.

وتدين كوريا الشمالية باستمرار هذه المناورات باعتبارها تمثل تحضيرا لشن غزو. وقد قالت كيم يو جونغ في بيانها “اختارت حكومة كوريا الجنوبية مرة أخرى “مسيرة الحرب” و”مسيرة الأزمة” بدلا من “مسيرة دافئة” أمام الناس جميعا”.

وأضافت “لن يكون من السهل لأيام الربيع الدافئة التي سادت قبل ثلاث سنوات أن تعود إذا اتبعت حكومة كوريا الجنوبية أي تعليمات تتلقاها من أسيادها”، مهددة بإلغاء اتفاق عسكري بين الشمال والجنوب إذا تصرفت سول “بشكل أكثر استفزازا”.

هل تصلح “قناة نيويورك؟”

ووصل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى اليابان الاثنين، في مستهل أول جولة خارجية لهما بهدف حشد تحالفات عسكرية ضد الصين وتعزيز جبهة موحدة ضد الشمال المسلح نوويا.

ويعقد الوزيران الأمريكيان محادثات في طوكيو وسول بشأن مراجعة الإدارة الجديدة لسياسة الولايات المتحدة تجاه بيونغ يانغ لكن الصين ستكون المحور الرئيسي لمناقشاتهما.

وتمثل بكين تحديات متعددة لواشنطن على الجبهتين التجارية والدبلوماسية. وهي أيضا الداعم الدبلوماسي الرئيسي لكوريا الشمالية والمزود الرئيسي لقطاع الأعمال والمساعدات.

وقالت جالينا بورتر، الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية الاثنين للصحافيين، إن واشنطن حاولت التواصل مع بيونغ يانغ “من خلال قنوات عدة بدءا من منتصف فبراير من بينها نيويورك”. وأضافت “حتى الآن، لم نتلق أي رد من بيونغ يانغ”.

و”قناة نيويورك” هي إشارة إلى المفاوضات التي أجرتها بعثة كوريا الشمالية إلى الأمم المتحدة مع وزارة الخارجية الأمريكية إذ ليس هناك علاقات دبلوماسية بين بيونغ يانغ وواشنطن.

ومن المقرر أن يصل أوستن وبلينكن إلى كوريا الجنوبية الأربعاء قبل أن يتوجه وزير الدفاع إلى الهند فيما يعود وزير الخارجية إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات مع مسؤولين صينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة − 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض