فن الملحون

نفحات رمضانية في رحاب الشعر الملحون – الحلقة الخامسة

يكتبها ل،MCG24 الدكتور منير البصكري الفيلالي/ أسفي   

ويشير الشاعر مولاي اسماعيل العلوي في قصيدةرمضان المعظممتحدثا عما تعرفه المساجد من إقبال الصائمين خاصة أثناء صلاة العصر . يقول :
        
المسجد منسم     بطيب لحديث عند العاصر فقيهنا    صلى وشرح قال بعزم
                          
انتوبوا لله كاملين ونطلبوا لقبول
ورمضان بالنسبة إليه ، فرصة لهداية الأمة نحو الطريق المأمول أي طريق الاستقامة والسعي لفعل الخيرات واقتناص الحسنات . يقول :
         
رمضان مكرم      عند ربي مول القدرة تصيبنا         بجاه نسعوه إزيد يلهم
                               
هذا الأمة الصايمة لطريق المأمول
والمسلم السعيد هو من يتوب إلى الله في هذا الشهر الكريم ، شهر الغفران ، ويسامح من ظلمه ، فإن مثواه يكون في الجنة . يقول مولاي اسماعيل :
        
سعدات المسلم       إلى ايتوب فشهر الغفران ضيفنا      وسامح من كان يظلم
                              
مثواه يكون فالجنان يتمتع وجول
لقد شرع الله تعالى لعباده العبادات ونوعها ليأخذوا من كل نوع منها نصيبا ، ولئلا يملوا من النوع الواحد ، فيتركوا العمل ، فيشقى الواحد منهم ويخيب .. وقد جعل الله من هذه العبادات فرائض لا يجوز النقص فيها ولا الإخلال . ومنها نوافل يحصل بها زيادة التقرب إلى الله تعالى . من ذلك  ، صلاة التطوع تكميلا لتلك الفرائض ، كصلاة الليل التي امتدح الله في كتابه القائمين بها ، حيث قال عز وجل : ” والذين يبيتون لربهم سجدا وقياماوقال أيضا : ” تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ، فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون ” . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليلرواه مسلم . وقال أيضا : ” أيها الناس ، أفشوا السلام واطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلوا الليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام . ” رواه الترمذي    وصلاة الليل في رمضان ، لها خصلة رمزية على غيرها بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ” من قام رمضان إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبهمتفق عليه . ومعنى قوله إيمانا ، أي إيمانا بالله وبما أعده من الثواب للقائمين . ومعنى احتسابا ، أي طلب لثواب الله تعالى ، لم يحمله على ذلك رياء ولا سمعة ولا طلب مال ولا جاه .
  
وقيام رمضان شامل للصلاة في أول الليل وآخره ، إذ ينبغي الحرص عليها والاعتناء بها واحتساب الأجر والثواب من الله عليها . وقد سميتتراويحلأن الناس كانوا يطيلونها جدا ، فكلما صلوا أربع ركعات ، استراحوا قليلا . وكان النبي صلى الله عليه وسلم أول من سن الجماعة في صلاة التراويح في المسجد ، ثم تركها خوفا من أن تفرض على أمته . ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ، صلى في المسجد ذات ليلة ، وصلى بصلاته ناس ، ثم صلى من القابلة وكثر الناس ، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة ، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبح قال : ّ قد رأيت الذي صنعتم ، فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم ، وذلك في رمضان .. ” وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : “صمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يقم بنا حتى بقي سبع من الشهر ، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل ، ثم لم يقم بنا في السادسة ، ثم قام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل ، أي نصفه ، فقلنا : يا رسول الله ، لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه ، فقال صلى الله عليه وسلم : ” إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف ، كتب له قيام ليلة . ” رواه أهل السنن بسند صحيح . 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 + 11 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض