ثقافة

صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 41

إعداد: الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي

الدكتور عزيز حسبي :
نتحدث في حلقة اليوم عن أحد رجالات أسفي المبرزين في مجال القانون .. يتعلق الأمر بالأستاذ الدكتور عزيز حسبي .. ولد بأسفي عام 1947 ، وبعد الانتهاء من دراسته الابتدائية والثانوية ، التحق بفرنسا لمتابعة دراسته الجامعية ، حيث حصل على دكتوراه الدولة في القانون العام من كلية الحقوق بجامعة نانسي عام 1978 . وطيلة مساره الجامعي  كان السي عزيز يحرص كل الحرص على أن يكون متألقا ، هدفه تقديم أجود ما حصل عليه خلال مساره الدراسي ليخدم وطنه ، ويرقى به إلى المستوى اللائق به . وفعلا ، شغل الرجل عدة مهام ، وتحمل عدة مسؤوليات ، توجت كلها بنجاح باهر . فهو من المشهود لهم بالكفاءة والتميز ، لم يعرف في حياته غير الجد والعمل والمثابرة والاجتهاد . وتلك سمات نجاحه في تكوين شخصيته منذ طفولته . حين تنصت إلى الرجل ، يمتعك بحديثه وتوجيهاته وبما يراه مناسبا وموضوعيا . فكلامه عملة صعبة ، لا يحدثك إلا بعد إنصات وتدبر واهتمام .. عميق في تفكيره ورجاحة عقله وصمته . وتلك سمات رجالات أسفي .. تربية نموذجية ، سداها الأخلاق الفاضلة ، ولحمتها العلم الرصين والمعرفة الدقيقة .
كل هذا أهله في بداية مساره المهني ليكون أستاذا جامعيا متميزا بكلية الحقوق بجامعة
ميتزبفرنسا ، ليلتحق بعد ذلك بوطنه أستاذا مبرزا ومؤطرا ناجحا بكلية الحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط ، ثم مديرا بمدرسة تكوين الأطر الإدارية والتقنية بوزارة الداخلية ، فكاتبا عاما بوزارة الاتصال ، ووكيلا دائما للمملكة المغربية لدى هيئة الأمم المتحدة ، ثم وزيرا للشؤون الإدارية ورئيسا لجامعة الحسن الثاني عين الشق بالدارالبيضاء .
وفي كل هذه المراحل ، كان الرجل يزداد تألقا وتميزا ، نظرا لتراكم خبراته وتجاربه ، وما استطاع  أن يجمعه من مؤهلات ساهمت في تذليل كل الصعاب التي كانت تعترضه .
   
كان السي عزيز حسبي وما يزال لا يحب الأضواء ، يسعى جاهدا ليبقى بعيدا عنها .
وأذكر أننا ( أبناء أسفي بالرباط والدارالبيضاء ) حين اخترناه ليكون الرئيس المؤسس لجمعية حوض أسفي ، لم يكن راغبا في ذلك ، إيمانا منه بأن مدينة أسفي تحبل بالكفاءات المؤهلة لهذه المهمة ، وهو تواضع كبير من شخصية مهمة كالسي عزيز حسبي . وهنا ميزة أخرى تنضاف لهذا الرجل ، وهي العفة والمروءة والتواضع .. وفعلا كان نعم الرئيس المسؤول ، حيث أدار الجمعية بعلم وحكمة وخبرة  هدفه أن يضيف لمدينته أسفي ما هي في أمس الحاجة إليه .. فكان همه أن تعرف هذه المدينة المزيد من الإنجازات والمشاريع ، تحدوه في ذلك استقامته ونزاهته وإخلاصه لمبادئه في كل ما يقدم عليه من أعمال . فكان دائما مثالا للرئيس المجد الذي لا يهدأ له بال إلا بعد أن يرى مدينته تنهض وتتقدم .. لكن ظروفا معينة حالت دون أن يستمر الرجل في هذه المهمة . ومع ذلك ، ظل السي عزيز مشدودا إلى مدينته ، هدفه أن يراها ومحيطها شامخة بالمشاريع والإنجازات ، لإيمانه بمستقبلها .
هذا هو السي عزيز حسبي ، الرجل الذي سيظل مثالا للالتزام الصادق للقضايا العلمية والثقافية والاجتماعية .. يعمل في صمت ونكران ذات ، وتلك من أهم سمات رجالات أسفي.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

9 − واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض