صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 50

إعداد: الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي

الأستاذ عبد الله مدان
إن ما حملني على الكتابة عن المرحوم السي عبد الله مدان، أحاسيس سنوات عديدة ماضية تعود إلى فترة شغفي الشديد بكرة القدم وبلاعبيها المميزين خاصة بأسفي.. أضف إلى ذلك ما هزني من خلجات ذكريات جميلة لها موقع مكين في الفؤاد وموئل في النفس حصين ، أيام كنا نتابع مباريات فريقنا المفضل ” اتحاد أسفي”.
كان الأستاذ عبد الله مدان حارس مرمى هذا الفريق. ولا يخفى ما لحارس المرمى من أهمية خاصة ومسؤولية كبيرة. فكان أداؤه جيدا ، إذ غالبا ما أمن الفوز لفريقه اتحاد أسفي وبذلك، ساهم في غير قليل من المباريات في نجاح فريقه من خلال تصديه لهجومات الفريق المنافس . إضافة إلى ما كان يتمتع به من ثقة في النفس عالية المستوى ، مما ساعده على القيام بدوره على أكمل وجه .. فكان حارسا متألقا طيلة سنوات عديدة، حتى أصبح مدربا لفريقه اتحاد أسفي في لحظات حرجة أصبح فيها الفريق في أمس الحاجة إلى من يتعهده وينقده ويرد إليه اعتباره، فوجد في السي عبد الله خير معين وأفضل سند.
السي عبد الله مدان ـ كما عهدناه دائما ـ يعد من رجالات أسفي المتميزين خلقا وسلوكا وعملا ، لم يكن يعرف للكلل والملل طريقا في حياته ، بل تجده دؤوبا على العمل ، محبا للحركة .
وعن مساره المهني ، عمل بكل إخلاص لإنجاح العمل التربوي والتعليمي الذي كان يمارسه ، فزينه بقلائد العقيان وعقود الجمان ، فكان خير قدوة في العمل والانضباط والالتزام بالواجب المهني ، حتى ارتبط اسمه بإعدادية مولاي يوسف بأسفي التي اشتغل فيها سنوات طويلة امتدت على فترة اثنين وأربعين سنة أي منذ 1961إلى غاية سنة 2003  كلها تضحيات ونكران ذات ووفاء وإخلاص للرسالة التربوية والتعليمية .
فهنيئا لأسفي بمثل هؤلاء الرجال الذين تركوا صدى طيبا من خلال ما بذلوا من جهد غير متراخين ولا متوانين ، يستسهلون الوعر والصعب ، فهان عليهم ما ثقل على غيرهم وتعسر ، وانقاد ما تعذر على أمثالهم وتعثر .. فقد التأم لهم الأمر واستقام ، واتسق في اكتمال وانتظام . فكيف لهذا الجيل من أبنائنا ألا يعقدوا العزم على السير قدما للاقتداء بمثل هؤلاء الرجال وما كانوا عليه من قيم رفيعة كثيرة ، حليت باسمهم صحائف تاريخ مدينتهم ووطنهم المغرب .