
المولديات في الشعر الملحون – الحلقة التاسعة
إعداد : الدكتور منير البصكري الفيـــلالــي / أسفـــي
في سياق هذا الحب النبوي ، لم ينس شاعر الملحون الأسفي ذكر أوصاف وشمائل الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهو عند لمشيكر ، الرسول الممجد وسيد الأنام وتاج الأنبياء ، وشفيع الأمة وقطب الفلاح وسيد الملاح والبدر الوضاح ، والنور الوهاج .. يقول شاعرنا :
سبحـــان الحـي الدايــم من خلق الممجد سيد جمع الأــــــنام
ود ربـــي بالكرايــــــــم من معجزات الهاشمي اتفجي اظلام
صليوا أعلى أبو القاســم محمد تاج الانبيا اشفيــــع الأنـــــــام
صليوا على قطب الفلاح سيد المـــــــــلاح
طـــه بدر الوضــــــــاح سيد ما ايجيـــــح
ويرى الشاعر الطالب بنسعيد أنه ليس للرسول مثيل ، وأن الشمس والقمر يستمدان منه الجمال ، كيف لا وقد فضله الله تعالى على كل البشر .. يقول بنسعيد :
من اشعاع انوارك ينور كل ــــــنور يلــي فــلانبيا ما يليك امثيــــــــل
الشمس ولقمر خدوا من زينك العشور فضلك رب العرش المالك الجليل
يا الزاهد حقا فدنيت لغــــــــــــــرور يا الشافع في يوم الموقف الطويل
لك قدمت الحــي المـــــالك الوجيب ادخيل من يقرا فالايات ظهــــــرى
الهاجرين الدنيا والبحث فــي الغيب الصابرين اعليها فالبيع والشـــرى
طالت الغيبا يا محمـــــــــد الحبيب فيك راني نرجا يا خير الــــــورى
ودائما وفي نطاق حديث شعراء الملحون بأسفي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، نجدهم يستعرضون في قصائدهم بعض خصائص الرسول الكريم ومعجزاته ، فهو صاحب الشفاعة ، وهو الذي انشقت له الأرض ، وحضرت الملائكة بين يديه الكريمتين ، وهو المؤيد بالعز والنصر ، وهو الذي كانت تسجد الملائكة لضياء كوكبه عندما يسطع ، وهو صاحب الأسرار والمعجزات منذ صعره ، دنت له النخلة ليجني ثمرها ، ونبع الماء بين أصابع يده ليسقي جنود جيشه ، وقد أطعمهم من صاع ثمر ، وفر غليه الغزال ، وكلمه الضب ، ففهم كلامه وآمن برسالته ، ودخل الغار مع رفيقه فستر بابه بنسيج العنكبوت ، وعشش الحمام وشجر اليقطين ، وغرس عودا نخرا ذابلا ، فعاد بذكر اسم الله مخضرا ، وأنبت تمرا طيبا على حد قول الشاعر الحاج محمد بن علي المسفيوي :
هذا هو صاحب الشفاعا فهل الدنوب لكثيرا واعدو بها مـولاه
داخل حرمه ما ايشوف شر ونا منو اطلبت للـــروح أفداهــــــــــا
هذا هو من انشقت اعليه الارض أجات لواملاك بامرمن اعطاه
لمأيد بالمعزا والنصـــــــر أماتو فالنعيم لجليل ارضاهــــــــــــــا
وعند الشاعر الحاج عبد الله بنحيدة ، أن الرسول الكريم هلال واضح ، وتاج المرسلين وسيد الملاح ، البشير النذير، مفتاح الخير ، أعطاه الله المعجزات وأوضحها له ، يعجز عن إحصائها الشارحون والمفسرون . يقول شاعرنا :
أهلال الكمر الواضحـــا تاج المرسلين سيد لمــــــلاح
من رسلو رب أبشير وندير بالحسان ودين الفلاح
وانشر الرحما السايحـــا ابشرق وغرب وفساير لنواح
من ود ربي بالفتح وجعلو الكل خير هو المفتاح
وعطاه المعجزات واضحا أقوا واعظم ما تحصى للشراح