ثقافة

صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 57

إعداد: الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي

يبدو إذن أننا أمام رجل متزن، حكيم في رأيه، سديد في المشورة، حكيم في القول، ذو علم مكين وثقافة متنوعة شاملة، كانت له مفتاح النجاح والتقدم والظهور والبروز، يأخذك بقوة فكره وعمق فهمه وإدراكه وتدبره، شديد الاستماع إلى من يجالسه للحديث في قضايا مختلفة.. يتحرى الحقيقة في كل خطواته، كما يمتاز بقوة ذكائه ورجاحة عقله، يميل في تعامله إلى الكلمة الطيبة الحسنة، ذو ذوق رفيع، متواضع في كل حياته، يكره الغرور والغطرسة في سلوك الإنسان. فهذه الأخلاق الرفيعة كان لها بالغ الأثر على أسلوب وسلوك الأستاذ عبد الإله المستاري في حياته .. إنه البساطة في التعامل، ومن ثمة، فهو إنسان جدير بالحفاوة والتكريم. لذلك، وأنا أكتب عنه، لا أعطيه شيئا من عندي، وإنما أصفه بحقيقته وبعض مزاياه وأعماله . فهو رجل له شأن عظيم في مجتمعه المحلي والإقليمي والوطني والدولي. إنه ثروة وطنية غالية ،وقمة شامخ، نالتها يد الرعاية والعناية من والده الوطني الكبير المرحوم سيدي عبد السلام المستاري أحد كبار علماء وأدباء مدينة أسفي.. هذه المدينة التي أخرجت رجالا حملوا راية وشعلة العلم والمعرفة، وأناروا بتلك الشعلة الطريق السليم لمن ضله. وهؤلاء الرجال هم نسيج من الشرف والبذل والجود بالنفس، بل هم منهج مستقل بذاته للنضال الإنساني. ولا بد لأسفي أن تفتخر برجل مثل الأستاذ عبد الإله المستاري، رجل يمتلك الكثير من الصفات النبيلة، يستوعب ويهضم، وظف محصوله العلمي لخدمة الناس ، وهذه هي الإيجابية التي يجب أن يتحلى بها الإنسان النزيه من أمثال مترجمنا.
أعتقد أنني لم أقل ما فيه الكفاية عن هذا الرجل الكبير، ويجب أن أدرك أنني لا أستطيع أن أعطيه حقه من التقدير والكتابة والبحث، وحسبي أنني حاولت الاقتراب من عالمه، في محاولة لبعث الأمل في نفوس الأجيال الحاضرة والقادمة من أبناء أسفي بالخصوص لأطلعهم على حياة رجل ندر كل وقته وجهده لخدمة وطنه.

يتبع …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض