ثقافة

صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 108

إعداد : الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي

الأستاذ علال ركوك

حين يذكر المرحوم علال ركوك ، تذكر معه ديناميته في مجال البحث في الثقافة الشعبية والبحث التاريخي بوجه خاص ، حيث نذر حياته للبحث في هذين المجالين اللذين أصبحا بالنسبة له ـ رحمه الله ـ ضرورة من ضرورات الحياة ، يشعر من ألفها بالفراغ في نفسه حتى يأخذ حظه منها ، كما يشعر بالجوع والعطش حتى يأكل ويشرب .. كما نذر الكثير من وقته وجهده ” للحفر الأركيولوجي في تاريخ عبدة والنبش تحديدا في فن العيطة وباقي تعبيرات الأدب الشفوي المغربي ، نافضا بذلك الغبار عن المنسي والمثغور في سجلنا الثقافي العام “هكذا كان ديدن الأستاذ ركوك ، لا يهدأ له بال إلا بعد أن يدير أو يستكمل بحثا أو موضوعا في مجال من مجالات تخصصه . فكان حريصا على تقاسم الأفكار والمعلومات سواء مع طلبته أو زملائه أو عامة الناس .
من مواليد مدينة أسفي يوم 17 أكتوبر 1960 ، تابع دراسته الابتدائية والثانوية بأسفي ، وبعد حصوله على شهادة الباكالوريا والإجازة في التاريخ ، التحق بفرنسا ، جامعة بوردو حيث حصل على الدكتوراه في التاريخ ، كما حصل على دكتوراه الدولة في التخصص ذاته بجامعة القاضي عياض بمراكش عام 1998 .
عمل كأستاذ للتعليم العالي بكلية الآداب ببني ملال قبل أن ينتقل إلى الرباط ليعمل في المعهد الجامعي للبحث العلمي بالرباط .
عرف بنشاطه العلمي المتميز ، فكان عضوا نشيطا في العديد من الجمعيات ، نذكر منها جمعية البحث التاريخي وجمعية الثقافة الشعبية ، ورئيسا مؤسسا لجمعية أسفي للبحث والتوثيق ، وعضوا اللجنة الوطنية للتاريخ البحري وعضو اللجنة العلمية الاستشارية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير . إلى جانب ذلك ، كان ممثلا نقابيا منافحا عن التعليم الجامعي في المغرب كما كان عضوا في غير قليل من الهيئات التمثيلية للجامعة المغربية من الكتب التي ألفها السي علال ركوك قيد حياته وأغنى بها الخزانة التاريخية والأنثروبولوجية المغربية ، نذكر :
ـ المقاومة وأحداث من التاريخ الاجتماعي في الأدب الشفوي المغربي
ـ المقاومة المغربية من خلال التراث الشعبي
ـ الطب العربي في عصر دول المغرب الأقصى
ـ موسيقى أسفي : نماذج وتجليات ..وغيرها من البحوث التي شارك بها في العديد من اللقاءات والندوات العلمية الوطنية والدولية ، ناهيك عن الكم الهائل من الدراسات التي ساهم بها في غير قليل من الجرائد والدوريات والمجلات الوطنية ، كمجلة أمل ومجلة تاريخ المغرب ومجلة البحث العلمي ومجلة المناهل .. دون أن ننسى أنه كان شغوفا بامتلاك العديد من الصور والأشرطة والوثائق حول منطقة عبدة .
وبهذا يكون السي علال ركوك قد أدى الأمانة من خلال ما قدم من خدمات جليلة بمقياس مرتفع ضمن الظروف المحيطة به فكانت جهوده الإنجازية دلالة على طموحه وبعد نظره وعمق فكره وحسن عمله ، مما ترك له أثرا وسيرة حسنة بين زملائه وخلانه . رحم الله فقيدنا السي علال الذي وافته المنية يوم الخميس 20 يوليوز2017 إثر نوبة قلبية وهو على متن القطار متوجها إلى كلية الآداب ، جامعة ابن طفيل بالقنيطرة لحضورمناقشة أحد المترشحين لنيل التأهيل الجامعي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض