
صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 115
إعداد : د. منير البصكري الفيلالي / أسفي
الأستاذ ابراهيم كريدية
من مواليد مدينة أسفي يوم 13 يونيو 1951، التحق منذ صعره بعدد من كتاتيب حي مولاي الحسن بأسفي، ليلتحق بعد ذلك بالمدرسة الابتدائية بحي “بياضة” والتي أصبحت تسمى فيما بعد بمدرسة “محمد العلج بنهيمة”. وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية، سيتابع دراسته بإعدادية مولاي يوسف ثم ثانوية ابن خلدون، حيث توج دراسته بالحصول على شهادة الباكالوريا سنة 1969 ليتابع تحصيله الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس بالرباط ، شعبة التاريخ. وفي سنة 1976 سيحصل الأستاذ كريدية على الإجازة ويلتحق بالمدرسة العليا للأساتذة. بعد التخرج، اشتغل بالتعليم الثانوي منذ 1977، حيث اقتحم هذا الميدان برغبة قوية صادقة مكنته من اكتساب تجربة غنية في مجال التربية والتعليم، فكان مربيا ناجحا بمحبة تلاميذه وبعطائه واجتهاده.
أنجز العديد من البحوث التربوية مما له علاقة بتخصصه في التاريخ نشرها في “مجلة التربية والتعليم”، وفي “مجلة الهدف”.
من نشاطاته، مساهمته في تأسيس “جمعية أسفي للبحث والتوثيق” و ط جمعية أسفي للبحث في التراث الديني والتاريخي والفني ” وغيرها من المساهمات القيمة التي تشهد ما للرجل من قوة وعزيمة في مجال البحث خاصة في مجال التاريخ .. فرصع بكتاباته صفحات تاريخ مدينة أسفي وأعلامها، حيث واصل حلقات حاضرها بصفحات ماضيها.
الأستاذ ابراهيم كريدية في كل هذه المساهمات والنتاجات الخصبة المفيدة والممتعة، يعتبر من المدافعين عن الحرية وعن الهوية الوطنية ، لذلك ن تجد كتاباته التاريخية الكثير من الرضى والقبول لدى المهتمين والشغوفين بتاريخ مدينة أسفي، طالما أن المادة التاريخية المحلية تهمهم أكثر وتكشف لهم عن تاريخ تليد عرفته هذه المدينة . ولعله من خلال ما كتبه عن أسفي، يشي بأن الرجل يعمل أكثر من وقته في مجال البحث والتقصي عن مختلف المراحل التي مرت منها هذه المدينة. لذلك، فإن ما كتبه عن أسفي يضم النافع إلى الممتع والعام إلى الخاص، ويتطلع إلى ما فوق ذلك من نبيل الغايات وسامي الأهداف. ومن ثمة، يبدو السيد كريدية مالكا لناصية القول، يتجاوب بتلقائية مع واقع بيئته ومجتمعه. وبالتالي، فهو نتاج مرحلة مهمة من تاريخ مدينة أسفي بكل ما تشتمل عليه من علم وثقافة وتربية ودين وخلق، استطاع الأستاذ ابراهيم كريدية أن يستوعبها في أهم مظاهرها، مما ترك أثرا واضحا في تكوين شخصيته، وهي شخصية خصبة وثرية بالنظر إلى المؤلفات التي أنجزها في مجال التاريخ المحلي وغيره ، وهو إنجاز متنوع ومتشعب وغني بالكثير من المعلومات، حيث نجد الوقائع والأحداث جنبا إلى جنب مع التحليل والاستنتاج والتقويم .. خاصة وأن الكتابات حول أسفي، تكاد تكون قليلة جدا، باستثناء ما كتبه الفقيه الكانوني، فله الفضل الكبير فيما تركه من مادة تاريخية مهمة حول آسفي، لا يمكن الاستغناء عنها، لذلك فهي تفتقر إلى الكثير من الدراسات في مختلف المجالات. و لاشك أن ما يقوم به الأستاذ كريدية في هذا الاتجاه قمين بكل اعتبار وتقدير، فهو نواة للكشف عن بعض الجوانب التاريخية والحضارية والثقافية والفكرية في مدينة آسفي، و ذلك أمام غياب دراسات من هذا الصنف تسعى إلى تناول شامل لكل العطاءات العلمية و الأدبية والتاريخية للمدينة.. لذلك، وجدناه يتحمل عبء المسارعة إلى الاهتمام بتاريخ المدينة قبل أن تعصف به رياح العولمة. و لن يستطيع تحقيق هذا الهدف الصعب باحث واحد أو عدة أفراد قلائل، ولكنه جهد ضخم و شاق يحتاج أن يتم في إطار مؤسسة عامة تحظى بالتشجيع الحكومي، و تتميز بالتنظيم العلمي الحديث .
يتبع …