
صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 118
إعداد : د. منير البصكري الفيلالي / أسفي
نافذة على الصيد البحري في أسفي من خلال رجالاته
البحار حسن الجرموني :
ولد بمدينة أسفي عام 1923 من والده السيد محمد بن دحان المتوفى سنة 1927 ليتكفل به زوج والدته السيد محمد بن المحجوب المدعو “المصران”. كان السي حسن ـ رحمه الله ـ أول صانع لمراكب الصيد، حيث تلقى هذه الحرفة على يد إسباني يدعى “بريكو” كان يعمل في شركة ” لاكوناج ” خلال عشرينيات القرن الماضي. وقد قام السيد الجرموني بصنع أول مركب بلغت حمولته حوالي أربعة عشر طنا، فأكسبه هذا العمل شهرة حدت بأصحاب مراكب الصيد في أسفي التعامل معه لصنع قواربهم ، نذكر منهم الحاج محمد اعبيد وأحمد الحمري والرايس المختار بن موسى، حيث صنع له قاربا كان يحمل اسم: “موسى”.
التحق منذ طفولته المبكرة بالكتاب لحفظ القرآن الكريم على يد الفقيه محمد الشقوري بحي “بياضة” كما درس على يد الفقيه الصعضلي والفقيه السي كبور الميسي.
كان السي حسن الجرموني نجارا ماهرا في صناعة قوارب الصيد البحري بأسفي، عمل أيضا في الدار البيضاء وأكادير ليعود فيما بعد إلى مسقط رأسه أسفي. إلى جانب ما سبق،
نعرض السيد الجرموني أيام الحماية الفرنسية على المغرب لعدة اعتقالات بحكم انخراطه في العمل الوطني وبما كان له من علاقات قوية مع المقاومين والنقابيين، فعرضه ذلك للكثير من المضايقات وعمليات الاستنطاق والتعذيب، بل تم طرده من المحل الذي كان يشتغل فيه بالميناء وذلك حتى تنقطع صلته بالبحارة المنضوين آنذاك تحت لواء النقابة التي كان يترأسها السيد سعيد البوشتاوي.
لقد كان هذا الرحيل من الوطنيين المخلصين قد تأثر بالأحداث الوطنية التي عرفها المغرب في فترة الحماية الفرنسية ، مما يبرز دور هؤلاء الوطنيين في هذه الأحداث التي كانت ـ بلا شك ـ غنية وحاسمة، هدفهم الأسمى، التمسك بالعرش والسيادة المغربية والوحدة الترابية، وشعارهم الشعب للعرش والعرش للشعب، حيث كانوا يؤمنون بالقضية الوطنية .. فشكلوا فئة خيرة من أبناء أسفي نذكر منهم عبد السلام بلفارسي وسعيد البوشتاوي وابراهيم الحلاوي وادريس الشطبي والرايس العبدي والطاهر الرتناني وغيرهم..
فما أحوج الأجيال الحاضرة لاستلهام الدروس والعبر من رجال جندوا أنفسهم خدمة لهذا الوطن بغية رفع رايته عاليا.
يتبع …