ثقافة

صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 125

إعداد : د. منير البصكري الفيلالي / أسفي

 السيد محمد بدر الدين الغيلاني ، أحد نجوم كرة القدم ليس في أسفي فقط ، وإنما على المستوى الوطني والدولي. ولد بمدينة أسفي عام  1922 في وسط عائلي محترم .. ألحقه والده بالكتاب القرآني عند الفقيه الهسكوري لحفظ القرآن الكريم كغيره من أبناء جيله، وبعد قضاء فترة في الكتاب،  تابع دراسته بالمدرسة الإسلامية حيث تلقى مبادئ اللغة الفرنسية، وفي الآن نفسه، بدأ يمارس كرة القدم مع أصدقائه، فكانت تبدو عليه منذ فترة مبكرة علامات لاعب تتوفر فيه مجموعة من الصفات كاللياقة البدنية والقدرة الذهنية وامتلاك قواعد اللعبة التي أهلته لامتلاك بعض المهارات التقنية .. كل ذلك جعله يشعر بالشغف والحب تجاه لعبة كرة القدم. وهذا ساعده كثيرا للانخراط في فريق اليوساس الذي كان يشرف على تسييره الفرنسيون. تم ذلك 1939، وهي السنة التي نشبت فيها الحرب العالمية الثانية .. ومع ذلك، لعب في البداية ضمن فريق الاحتياط، ثم سرعان ما التحق بفريق الكبار. لكن ظروف الحرب حالت دون استمرار النشاط الكروي لفترة معينة إلى حين توقفها. وفعلا، ما إن أطلت سنة 1946 حتى أمضى السي بدر الدين عقدا مع فريق بوردو الفرنسي، لكن مقامه في فرنسا لم يطل، فعاد إلى أرض الوطن، حيث لعب لفريق الوداد البيضاوي لفترة قصيرة عاد بعدها إلى فريقه الأصلي اليوساس، فحقق معه الصعود إلى القسم الشرفي الثاني عام 1947 / 48 والصعود إلى القسم الشرفي الأول في العام الموالي، أي 1948 / 49. ونظرا لما كان يتمتع به من مهارات كروية ممتازة، نودي عليه للانضمام إلى المنتخب المغربي عام 1950، فكان ذلك تشريف لمدينته بعد أن مثلها أحسن تمثيل من خلال ما حباه الله من خصال حميدة، ومهارات كروية في غاية الإبداع. فالرجل كان مخلصا للرياضة، فلم ينقل عنه أنه كان يستفيد من المخصصات الأسبوعية بعد أي مقابلة كروية، كما لم يكن يحصل على أي درهم مقابل توقيع رخصة اللعب، زاهدا في ذلك، مكتفيا بما كانت تدره عليه حرفته البحرية .. فقد كان رئيس مركب صيد يوفر له الرزق الوفير.
هذه هي شخصية السيد بدر الدين الغيلاني، وفي داخلها كل عناصر الحياة والمعاني النبيلة، تحمل في أعطافها أخلاقا إسلامية فاضلة عالية، فهو إنسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، شديد الحياء، محافظ على روابط القربى، تشهد على ذلك استجابته لنداء العائلة للعودة إلى بلده إبان لعبه مع فريق بوردو بفرنسا.
وتشاء الأقدار أن يصاب بمرض عضال لم ينفع معه العلاج ، فأسلم الروح إلى بارئها سنة 1992 مخلفا وراءه صدى طيبا بين أصدقائه ومحبيه، لتذكره الأجيال تلو الأجيال بما كان عليه رحمه الله من مرتكزات كونت شخصيته المعروفة الثابتة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 − اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض