ثقافة

الإشراق الصوفي في الشعر الملحون – الحلقة الثانية عشرة

إعداد : الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي
بمناسبة الطلعة البهية لشهر رمضان المبارك، يسعدني أن أتقاسم مع قراء MCG24 موضوعا في غاية الأهمية، يتعلق بالإشراقات الصوفية في الشعر الملحون، متمنيا لهم جميعا قراءة ماتعة ورمضانا مباركا، أدخله الله علينا باليمن والبركة والتيسير، وتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال، وبلغنا جمال لحظاته ونحن في أحسن حال.

الحلقة الثانية عشرة:
     الحقيقة أنه يصعب تتبع السلوكات والممارسات الصوفية لشعراء الملحون، ومع ذلك، سنقف عند غير قليل من الإشارات التي جاءت عرضا في ثنايا الكثير من قصائدهم، عبروا من خلالها عن تجربتهم الصوفية . فقد اضطلع هؤلاء الشعراء بحمل شعار الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة، بهدف بناء الشخصية الخلقية. ومن ثمة، عمدوا إلى الالتزام بكل ما هو جميل، فذموا الدنيا وزهدوا فيها، وبذلك تذوقوا ثمرات الممارسات الروحية، من خلال تعلقهم بمجال التصوف، بغية كبح جماح النفس وتأديبها وتطويعها لتظفر بالسمو الأخلاقي والنفسي.
يقول الشيخ صالح بن محمد:
يا اللايم واعلاش اتلوم                  شـوف عـيبك سـلـم ليــــا
اعبد ربي تنسى لهموم                  صوم ،صلي ازهــد فالدنيا
والرجا في الحي القيوم                  اخلـــق وســــامــح لـيــــــا
فهذه المعاني تكاد ترجعنا إلى مسالك الصوفية، مما أكسبها قوة في التأثير، وأظهرها في مظهر الجدة. ومثل هذه الخطرات النفسية تشع أصالة وذاتية، لأنها تجارب خاصة، وإحساسات شخصية لا يتأتى فيها النقل والاقتباس.
يقول الشيخ محمد بلحاج:
عيش الدنيا كله عـــذاب                 واتبعها في الهوى خــــاب
الآخـــرة دار الــــصـــــواب
لا تقصد إلا اللــــــــــــــــــه
والدنــيا تعكب بالكدار                  واحلاوتهـــا تضحـى امـرار
دير ايقينــك فـاللــــــــــــــــه ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 + ثلاثة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض