
لا أُفقَ بِلا قراءة …
الدكتور محمد التهامي الحراق
متى نجعل من القراءة ضرورة حياتية؟؟ متى يصبح فضاء المكتبة ضرورة في بيوتنا مثل المطبخ وغرف النوم…؟؟ متى يصبح مجتمعنا وتعليمنا وإعلامنا محفزين على القراءة لا منفرين منها؟؟ متى يدرك جم من أهل العلم والثقافة والنشر.. أنهم يشتغلون ضمن أفق معنوي رمزي إنساني كوني يتجاوز المردود السريع ويتعدّى حصريات الهنا والآن؟؟؟ متى يدرك المجتمع أن العناية بأهل العلم والتعليم والثقافة هي عناية بمفتاح كل تنمية، ومنبعِ كل تطور، وشرعيةِ كل انتماء للتاريخ، وشرطِ كل فعل فيه؟؟؟ متى ندرك أن كل إخلال بالقراءة ومقتضياتها وكل إزراء بشرائطها وأهلها هو تأجيل للإسهام في صياغة الوجود، واختيار لوضع المتخلِّف والتابع والمستهلِك والذيلي في مشهدية العالم وسُلَّم الحضارة؟؟؟؟…إنه إخلال بالأمن النفسي والروحي والحضاري والوجودي…. ووقوف على هامش مجرى التاريخ المنتِج والخلّاق… الأمر جد وليس بالهزل، ذاك ما تحجبه عنا حُجُب الغفلة؛ غفلةِ الاستهلاكية المتوحشة، والمادية الجارفة، ووهم ترف الحياة، والإمعانِ في العجز والكسل ولذة رقدةِ الجهل….كشفُ هذه الغفلة وإزاحتُها ضرورة؛ يرفدها أمل وشغف في مستقبل أنجع ممكن….يكفي أن نبدأ؛ أن يبدأ كل واحد منا بمحاربة هذه الغفلة في نفسه وأهله ومحيطه…ذاك هو المفتتَح، ليزهر الآتي، وينبلج الأفق.