سياسة

ولد الرشيد يؤكد من العيون: الصحراء المغربية قضية أمة وإرادة ملكية تجسّدها الإنجازات والمكاسب الدبلوماسية.

العيون : عبدالرحيم لحبابي

أكد رئيس مجلس المستشارين، السيد محمد ولد الرشيد، أن قضية الصحراء المغربية ليست فقط قضية ترابية عادلة، بل هي عنوان لوحدة أمة وإرادة ملكية استراتيجية حولت الأقاليم الجنوبية إلى نموذج تنموي متفرد، وصوت دبلوماسي مؤثر في المنتظمات الدولية. جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية لأشغال الندوة الوطنية المنظمة بمدينة العيون، يوم السبت 21 يونيو 2025، تحت شعار: “الصحراء المغربية من شرعية التاريخ إلى رهانات المستقبل”.

وفي كلمته ، أبرز ولد الرشيد أن اختيار العيون لاحتضان هذه الندوة يكتسي دلالة خاصة، بالنظر إلى رمزية المدينة ودورها المحوري في تعزيز الوحدة الترابية، مؤكدا أن ما تحقق من إنجازات في الأقاليم الجنوبية طيلة العقود الخمسة الماضية هو ثمرة لرؤية ملكية بعيدة المدى، أطلقها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، وتواصل تجسيدها بقوة في عهد جلالة الملك محمد السادس، من خلال أوراش تنموية كبرى ترتكز على الاستثمار في الإنسان والمجال.

وأوضح رئيس مجلس المستشارين أن النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، المبني على الجهوية المتقدمة، مكّن من إحداث تحولات عميقة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية، وذلك بفضل مصداقية الالتزام الوطني، وجدية الفعل التنموي، ووضوح الرؤية الملكية.

وفي سياق حديثه عن الدور المجتمعي والمؤسساتي، ثمّن ولد الرشيد الدور الوطني البارز الذي لعبته القبائل الصحراوية وشيوخها في تجسيد روح الولاء والانتماء، مذكرا بالشرعية التمثيلية التي يحظى بها المنتخبون الصحراويون، باعتبارهم ممثلين شرعيين لسكان المنطقة، كما أكد على أهمية هذا المعطى في دعم الترافع الوطني أمام المنتظم الدولي.

وأشار المسؤول البرلماني إلى أن المكاسب الدبلوماسية التي تحققها المملكة، سواء من خلال تزايد الدعم الدولي لمغربية الصحراء أو عبر الاعتراف المتنامي بمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي للنزاع المفتعل، إنما تعكس قوة المقاربة المغربية، القائمة على ربط التنمية بالسيادة، والتماسك الداخلي بالنجاعة الخارجية.

وفي ذات السياق، نوّه رئيس المجلس بالدور الاستراتيجي الذي تضطلع به المؤسسة البرلمانية، لا سيما مجلس المستشارين، في دعم القضية الوطنية عبر المرافعة المؤسساتية. وأبرز أن المجلس جعل من الصحراء المغربية محورا أساسيا في أجندته التشريعية والدبلوماسية، من خلال إحداث مجموعة العمل الموضوعاتية المؤقتة حول القضية الوطنية، التي تهدف إلى بلورة رؤى واستشارات تعزز الفعل البرلماني الترافعي.

واختتم ولد الرشيد كلمته بالتأكيد على أن رهان تعزيز الترافع حول القضية الوطنية لا يكتمل إلا بالإنصات لحكمة الشيوخ، والاستفادة من تجارب النخب، وتطلعات الساكنة المحلية، داعيا إلى جعل هذه الندوة محطة لصياغة توصيات عملية ترفع من نجاعة الأداء البرلماني في الدفاع عن الوحدة الترابية، بشكل منسجم مع التحرك الدبلوماسي الرسمي، ومرتبط بالفعالية والمبادرة والتكامل.

وتندرج هذه الندوة ضمن دينامية وطنية متواصلة تروم ترسيخ مكانة الأقاليم الجنوبية كقاطرة للتنمية، وكمحور لتقوية الحضور المغربي إقليميا ودوليا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض