ثقافة

الدكتور عباس الجراري ، شخصية موسوعية متعددة العطاءات -الحلقة 28

إعداد : د. منير البصكري الفيلالي

            لقد شكل فن الملحون إرثا حضاريا مغربيا مهما ، يعكس هوية وثقافة المغاربة كافة ، نبع من صميم المجتمع المغربي من خلال إبداعات الحرفيين الذين استطاعوا إغناء الرصيد الثقافي الوطني بشكل يدعونا اليوم إلى رد الاعتبار لهم عبر تثمين هذا التراث وإعطائه المكانة التي يستحقها .. فهو ما يزال يساير تطور الحياة العصرية ويمثل المرآة الصادقة التي تعكس هموم الناس وتطلعاتهم وطموحاتهم .فلا عجب إذن أن يشكل الملحون بشعره وشعرائه ومنشديه وفرقه ، إرثا حضاريا يفتخر به المغاربة ، بل ويساهم في ربط أواصر ووشائج العلاقات الاجتماعية وترسيخ التلاحم الاجتماعي ، مما يجعله فنا يستجيب كليا لتعريف التراث الثقافي اللامادي ، على حد ما ورد في اتفاقية اليونسكو لسنة 2003 المتعلقة بصون التراث الثقافي اللامادي التي صادق عليها المغرب منذ عام 2006 .
  
لذلك ، نسجل أن الملحون ظل ديوان المغاربة ، ارتبط حميميا بالإنسان البسيط ولهجته القريبة من الفصحى ليكون خير تعبير عما يخالج هذا الإنسان في أعماقه .
 
وتثمينا للجهود التي قدمها الدكتور عباس الجراري في هذا المجال ، وعلى غرار ما قامت به مختلف الجامعات المغربية ، فقد شرفت الكلية متعددة التخصصات بأسفي بتنظيم حفل تكريمي للأستاذ على هامش ندوة : ” التنوع الثقافي بالمغرب وسؤال التنميةاعتبارا لما تتسم به الثقافة البشرية من تنوع ثقافي يتمثل في تعدد المعتقدات وقواعد السلوك واللغة والدين والقانون والفنون والعادات والتقاليد والأعراف والنظم الاقتصادية والسياسية واعتبارا لأن كل مجتمع يسعى جاهدا نحو الحفاظ على هويته وما يميزه ويعطيه خصوصيته واستقلاله عن باقي الثقافات الأخرى.. وقد كان لحضور استاذنا هذه الندوة وتشريفه لها بصمة واضحة ، وأثر بين ، وريادة مثلى في تناول موضوع : التنوع الثقافي بالمغرب .. مجسدا بكل جدارة واستحقاق ، ملمح الأستاذ المبرز ، البحاثة الموثق ، حامل لواء الفكر ، وعميد الأدب المغربي .. مما يعكس بجلاء ، سمات الشخصية الوطنية الفاعلة المعطاء ، الموسومة بالجدية ونكران الذات والثقافة الموسوعية ، يشهد بها القاصي والداني.

يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد + 19 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض