سياسة

تقارب المواقف بين المغرب وفرنسا

في تصريحاته الأخيرة، أكد المصطفى بنعلي، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، أن الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء يمثل “منعطفاً تاريخياً” يعكس قوة نضالات وتلاحم العرش والشعب، ويعزز مقومات الحسم النهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء لصالح المغرب.

في افتتاح الندوة العاشرة التي نظمها حزبه تحت عنوان “علاقات المغرب مع جيرانه في ضوء الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء”، أشار بنعلي إلى أن النزاع الإقليمي حول الصحراء تغذيه أطماع إمبريالية تهدف إلى زعزعة استقرار دول المنطقة التي نجحت شعوبها في كسب معركة التحرر من الاستعمار التقليدي.

من جانبه، أقر خبراء وأكاديميون وإعلاميون ودبلوماسيون شاركوا في الندوة بأهمية هذا الاعتراف، حيث أوضح لحسن أقرطيط، المحلل السياسي، أن الموقف الفرنسي يمثل انتصاراً لقضية عادلة، مشيراً إلى أن الصحراء مغربية بناءً على معطيات تاريخية وقانونية واضحة.

أضاف أقرطيط أن الاعتراف الفرنسي يأتي في سياق مشابه للموقف الأمريكي الذي أقر بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، مما خلق دينامية جديدة في معالجة الملف ورسم توازنات إقليمية جديدة.

أما الكاتب والحقوقي الجزائري، أنور مالك، فقد أثنى على حكمة القيادة المغربية التي جعلت من المغرب شريكاً موثوقاً به دولياً، لافتاً إلى أن العلاقات الفرنسية الجزائرية تشهد تناقضات واضحة، مع وجود قواعد اشتباك دبلوماسية بين الطرفين.

وأبرز مالك أن المغرب نجح في حسم الملف داخلياً عبر التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الجنوبية، قبل أن ينتقل إلى تعزيز موقفه دولياً، مؤكداً أن الموقف الفرنسي زعزع استقرار النظام العسكري الجزائري وأدى إلى صراعات داخلية.

الإعلامي والناشط السياسي الجزائري، وليد كبير، أوضح أن اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء سيعود بفوائد استراتيجية على العلاقات الثنائية بين البلدين، ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية، فضلاً عن مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب.

من جهته، اعتبر زكرياء حنفي، مدير المركز المغربي للبحث والترقب الجيوسياسي، أن الاعتراف الفرنسي خطوة مهمة تعكس التحولات الجيوسياسية لصالح المغرب، وتعزز مكانته كقوة إقليمية تهدف إلى تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.

في ذات السياق، جدد يحيى محمد إلياس، سفير اتحاد جزر القمر بالمغرب، دعم بلاده الكامل لمغربية الصحراء، مشيراً إلى أن بلاده كانت أول دولة تفتح قنصلية في مدينة العيون، ما يعكس دعمها الواضح لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.

كما نوه الدبلوماسي إلى أهمية تعزيز التعاون بين جزر القمر والمغرب في مجالات الاستثمار والتنمية، مؤكداً أن استقرار الصحراء يخدم مصلحة القارة الإفريقية بأكملها.

خلال الندوة، أجمعت مداخلات الباحثة سناء بيهاص وعدد من المشاركين على أن الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء في هذه الفترة الحساسة يعتبر نقلة نوعية زعزعت النظام الجزائري، مما يزيد من الضغط على الجزائر لتبني مبادئ حسن الجوار والعمل المشترك.

يذكر أن الندوة، التي تأتي ضمن سلسلة لقاءات ينظمها حزب القوى الديمقراطية، حظيت بحضور دبلوماسي وعلمي بارز، وشهدت نقاشاً غنياً حول التطورات السياسية والدبلوماسية التي فرضها الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء، وأثره على علاقات المغرب مع جيرانه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

6 + 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض