
في ظل تصاعد شغب الملاعب الذي أصبح يؤثر بشكل مباشر على الأجواء الرياضية في المغرب، يأتي الفصل 507 من القانون الجنائي كإجراء صارم لردع تلك الظاهرة، يهدف هذا الفصل إلى مواجهة أعمال الشغب المرتبطة بالمباريات الرياضية، وخاصة تلك التي تُثيرها الفئة المحسوبة على الجماهير الرياضية سواء المنتمية لفصائل مشجعي كرة القدم أو غير المنتمين لها، وتُعد هذه الظاهرة مصدر قلق كبير للسلطات الأمنية وللأندية الرياضية، حيث تُهدد سلامة المشجعين في المباريات وإلحاق أضرار مادية وبشرية من خلال الإضرار بسمعة الرياضة في بلد هو على مشارف تنظيم تظاهرات قارية ودولية.
الفصل 507 من القانون الجنائي المغربي يُعاقب كل من يشارك في أعمال الشغب، سواء خلال التجمعات العامة أو الأحداث الرياضية، ويشمل هذا الشغب كل تصرف يؤدي إلى تدمير الممتلكات أو تهديد سلامة الأشخاص. ويُطبق هذا الفصل على جميع أشكال الشغب، سواء داخل الملعب أو خارجه، ويهدف إلى ردع كل من يُسهم في إثارة الفوضى خلال المنافسات الرياضية.
في السنوات الأخيرة، أصبحت بعض الجماهير المحسوبة على فصائل المشجعين، المعروفة بـ “الألتراس”، محور العديد من الأحداث العنيفة في ملاعب المغرب، من تكسير للمرافق العامة إلى مشاجرات جماعية، هذه الجماهير تورطت في أعمال شغب متكررة، ونتيجة لما سلف سيتم تفعيل الفصل 507 بحلول نهاية عام 2024، إذ سيواجه هؤلاء المشجعون عقوبات صارمة، تشمل السجن والغرامات، بحسب حجم الأضرار الناتجة عن أفعالهم.
تتراوح العقوبات وفقاً للفصل 507 بين السجن من سنة إلى خمس سنوات، بالإضافة إلى غرامات مالية تتناسب مع حجم الأضرار التي تلحق بالممتلكات العامة والخاصة، وفي حال تسببت أعمال الشغب في إصابات أو تهديد حياة الأشخاص، يتم تشديد العقوبة لتصل إلى أقصى حد ممكن. هذه العقوبات ستطبق بصرامة على مشجعي الأندية الذين يساهمون في تحويل الملاعب إلى ساحات للعنف بدلاً من أماكن للفرجة الرياضية.
ويأتي تفعيل الفصل 507، في إطار استراتيجية أمنية موسعة لمحاربة شغب الملاعب، هذا التفعيل المرتقب سيزيد من الضغط على فصائل المشجعين والأندية على حد سواء لضمان التزامهم بالقوانين وتأطير أكثر صرامة للمنتسبين لهذه الفصائل وتفادي أعمال العنف التي تؤدي إلى عقوبات قانونية صارمة.
ان تطبيق الفصل 507 يُمثل خطوة مهمة في مساعي الدولة لحماية الأجواء الرياضية في المغرب من شغب الملاعب الذي بات يؤرق جميع الأطراف، السلطات المغربية تسعى من خلال هذا الفصل إلى ضمان تنظيم المباريات في بيئة آمنة وخالية من الفوضى، ما سيشجع العائلات والمهتمين على الحضور إلى الملاعب دون خوف من أعمال العنف.
ويتوقع من خلال تفعيل الفصل 507 من القانون الجنائي، أن تشهد الملاعب الرياضية حضور متزايدا للعائلات ، إذ أن تشديد العقوبات على أعمال الشغب والعنف سيكون له تأثير مباشر في تحسين الأجواء العامة داخل الملاعب، مما يعزز من مستوى الأمان والراحة للعائلات. من خلال تطبيق العقوبات الصارمة على الأفراد الذين يقومون بأعمال شغب، سيتم خلق بيئة أكثر أمانًا، حيث يمكن للعائلات الاستمتاع بالمباريات دون الخوف من تعرضهم لأي اعتداء أو فوضى.
بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود تشريعات رادعة كالفصل 507 يمكن أن يُشجع الأندية الرياضية على تعزيز أمنها وتنظيم فعالياتها بشكل أكثر احترافية، مما يُسهم في خلق أجواء مريحة للعائلات. كما ستعمل هذه الخطوة على استعادة الثقة في الملاعب، حيث سيتمكن الآباء من اصطحاب أطفالهم دون القلق بشأن تعرضهم لمشاهد عنيفة أو غير ملائمة.
ومن المرجح أن تواجه الألتراس والجماهير الرياضية تحديات قانونية كبيرة مع تفعيل هذا الفصل، حيث ستخضع تصرفاتهم لرقابة صارمة، وسيتم فرض عقوبات سريعة على أي تجاوزات. هذا الأمر قد يدفع المشجعين إلى مراجعة أساليب التشجيع والابتعاد عن جميع أشكال العنف والشغب. وبالمقابل، سيتوجب على الأندية الرياضية اتخاذ تدابير وقائية لضبط سلوك جماهيرها وتجنب العقوبات المحتملة.
مع دخول الفصل 507 حيز التنفيذ بنهاية عام 2024، تنتظر مشجعي كرة القدم في المغرب عقوبات صارمة إذا تورطوا في أعمال شغب الملاعب، حيث تهدف هذه الإجراءات إلى ردع أي سلوكيات عنيفة وتعزيز الأمن داخل وخارج الملاعب، مما يضمن بيئة رياضية آمنة وممتعة للجميع.