
طهران تطرد مسؤول في سفارتها بالجزائر بعد استقباله عناصر من جبهة “البوليساريو”
يوسف الحطري MCG24
في تطور دبلوماسي ملحوظ، كشف الباحث السياسي عماد أبشيناس ، سعي إيران إلى تطبيع العلاقات مع جميع الدول التي سبق أن قطعت علاقاتها مع طهران .
و يرى الباحث السياسي أن حكومة الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان ، ستعمل على تطبيع علاقاتها الدبلوماسية خصوصا مع الدول الإسلامية والتي عرفت توتر سابقا خصوصا بعد المصالحة مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة .
ومن بين اهم الدول التي تحاول طهران إصلاح علاقتها الدبلوماسية معها ، تاتي المملكة المغربية على رأسها، حيث بدات الخارجية الإيرانية بإرسال رسائل إيجابية في محاولة منها لإعادة العلاقات مع الرباط الى سابق عهدها .
وخلال برنامج المسائية الذي تبثه قناة DW عربية ، قال أبشيناس ، أن السبب الرئيسي في قطع العلاقات بين المغرب و ايران ، هو اقدام الملحق الثقافي السابق بسفارة إيران في الجزائر أمير موسوي ، على استقبال مندوبين من البوليساريو.
و ذكر الخبير الايراني أن طهران طردت بعد ذلك هذا المستشار الثقافي بعد أن تسبب في تدهور العلاقات مع الرباط.
و اعتبر ذات المتحدث أن إيران ترى إسرائيل و الولايات المتحدة هما الدولتان اللتان تقومان بخلق الفتنة بينها و دول عربية متواجدة بالقارة الإفريقية مثل المغرب و مصر و السودان، مؤكدا في ذات السياق أن العمق و البعد الإيراني لا يصل إلى المغرب و ليس لدى طهران أي مصلحة بالمنطقة.
وبالعودة الى التاريخ ، فإن العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين الرباط وطهران مرت بعدة مراحل بداية بالتوافق السياسي زمن شاه إيران محمد رضا بهلوي والملك الراحل الحسن الثاني، إلى القطيعة بعد الثورة الخمينية في إيران عام 1979.
بعد ذلك شهدت العلاقات الثنائية مرحلة انفتاح سياسي في تسعينيات القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي والتي أثمرت حضورا دبلوماسيا وثقافيا إيرانيا ومغربيا نشيطا في كلا البلدين.
لكن التوتر عاد من جديد ، حيث تم قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين يوم 11 مارس 2009، بسبب وقوف المغرب إلى جانب البحرين بعد إعلان مسؤولين إيرانيين أن البحرين عبارة عن محافظة إيرانية .
وفي أواخر عام 2016، عادت العلاقة بين الدولتين السنية والشيعية مرت الى التحسن ، حيث قدم سفير ايران الجديد لدى المغرب أوراق اعتماده للحكومة المغربية عام 2015، بينما قدم السفير المغربي الى طهران أوراقه بعد ذلك بعام، منهيا القطيعة الدبلوماسية بين البلدين والتي استمرت 7 سنوات.
هذه العلاقات لم تستمر طويلا ، اذ عادت للتوتر مرة اخرى ، ففي فاتح ماي 2018 قام المغرب بقطع علاقاته مع إيران بسبب تسهيل هذه الأخيرة عمليات إرسال الأسلحة والدعم العسكري من جانب طهران لجبهة “البوليساريو” بدعم واضح من النظام العسكري الجزائري.