
صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 106
إعداد : الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي
الأستاذ محمد الفايز :
من مواليد 1952 ، بعد حصوله على الشهادة الابتدائية بأسفي، التحق بثانوية ابن خلدون وبعدها بثانوية محمد الخامس بالدار البيضاء. وبعد حصوله على شهادة الباكالوريا، التحق بمدينة “كرونوبل” بفرنسا لمتابعة دراسته في مجال الدراسات الاقتصادية. وبعد عودته إلى المغرب وحصوله على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية، التحق كأستاذ للتعليم العالي بجامعة القاضي عياض بمراكش.
كان رحمه الله يحمل الكثير من المشاريع في مجال الماء وتدبيره وكيفية ترشيده. فهو أحد المؤسسين لمتحف الماء بمراكش، وكان شغوفا بجمع كل ما يتعلق بموضوع الماء، لكن المنية عاجلته وهو في أوج عطاءاته العلمية وإبداعاته الرصينة، دون الاستمرار في إثراء وإغناء هذا المتحف.
يعد الأستاذ محمد الفايز، أستاذ التاريخ الاقتصادي بجامعة القاضي عياض، أحد أبرز الباحثين الذين أولوا اهتمامهم العلمي بالبحث في التراث اللامادي، خاصة منه التراث المرتبط بالمياه والخطارات والزراعة والحدائق في المغرب وفي الحضارة العربية الإسلامية ، وكذا بالقضايا العالمية الراهنة من خلال فكر يستهدف فهم الراهن من خلال تمحيص الماضي.
ومعلوم أن الأبحاث العلمية للفقيد، اتسمت في عمومها بالعمق والتحري، مما أكسبها تمددا خارج الفضاءات العلمية الجامعية، حيث حظيت بالتتويج خارج أرض الوطن .. من ذلك جائزة اللقاءات الدولية (موناكو المتوسط) وذلك عن عمله لفائدة المحافظة على الحدائق وأنظمة تدبير الماء التقليدية كالخطارات مثلا، وكذلك عن أعماله الأدبية ودوره كباحث. كما حصل على الجائزة الدولية لخطارات الماء بإسبانيا وغيرها من الدول.
وانطلاقا من هذا الاهتمام الرصين والتألق المتوهج أسس الفقيد رحمه الله جمعية لحماية تراث الخطارات وصيانته وإدماجه في التنمية الحضرية حتى لا تتعرض للمزيد من التلف بسبب الطفرة الكبرى في مجال التعمير. ولعل هذه الجهود التي بذلها السي محمد الفايز، تستدعي منا اليوم الاستمرار في الحفاظ على هذا التراث الوطني وإيلائه ما يستحق من العناية والاهتمام على حد ما كان يقوم به الأستاذ الفقيد محمد الفايز . فقد كان همه الوحيد يكمن في إبراز أهمية الموروث المائي في هيكلة المجال وتنظيم المجتمع .. على اعتبار أن المياه من أهم الموارد الطبيعية التي تضمن استمرار الحياة البشرية وكافة الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية، مما يدعو إلى إبراز أهمية ووزن التراث المائي كرصيد حيوي اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وروحيا. فهو عنصر جوهري يرتبط بمجموعة من التقاليد والطقوس إلى جانب دوره في هيكلة المجال وتنظيم المجتمع.