
في الذكرى الـ56 لاسترجاع سيدي إفني.. ملحمة وطنية تتجدد بروح الوحدة والولاء
يخلّد الشعب المغربي، وفي مقدمته أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، اليوم الاثنين 30 يونيو 2025، الذكرى السادسة والخمسين لاسترجاع مدينة سيدي إفني، التي تُعد محطة بارزة في مسار استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية.
ففي مثل هذا اليوم من سنة 1969، تم جلاء آخر جندي أجنبي عن سيدي إفني، بعد عقود من النضال والتضحيات التي خاضها أبناء المنطقة، خصوصًا قبائل آيت باعمران، الذين أظهروا مقاومة شجاعة في وجه الاحتلال الإسباني، وشاركوا بفعالية في دعم الثورة المسلحة وتحرير باقي الأقاليم الجنوبية.
وفي بلاغ بهذه المناسبة، ذكّرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمواقف البطولة والبطولات التي بصمت تاريخ المغرب النضالي، من الانتفاضات الشعبية ضد عقد الحماية، إلى الدور المحوري لقبائل آيت باعمران في المعارك التاريخية مثل “تبلكوكت” و”بيزري” و”تيغزة” و”سيدي إفني”، حيث ألحقت بالمستعمر خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
كما استحضرت المندوبية مضامين الخطابات الملكية، خصوصاً خطاب الملك الراحل محمد الخامس بمحاميد الغزلان (1958)، والذي جدّد فيه العزم على استرجاع الأقاليم الجنوبية، وخطاب الملك الحسن الثاني بسيدي إفني (1972) الذي عبّر فيه عن فخره بكونه “ثاني الفاتحين لهذه الأرض الطاهرة”.
وتأتي هذه الذكرى لتؤكد أن تحرير سيدي إفني لم يكن سوى خطوة على درب طويل، تُوج لاحقاً بـالمسيرة الخضراء سنة 1975، التي عبّرت عن عبقرية الملك الراحل الحسن الثاني وإرادة الشعب المغربي في استكمال وحدته الترابية.
وتواصل المملكة اليوم، في عهد الملك محمد السادس، ترسيخ هذه المسيرة الوطنية من خلال مشاريع تنموية كبرى في الأقاليم الجنوبية، وتحويلها إلى أقطاب اقتصادية وجهوية متقدمة، في إطار نموذج تنموي شامل، ورؤية تنموية قائمة على الجهوية الموسعة والتكامل الاقتصادي.
وفي سياق تخليد الذكرى، تنظم المندوبية السامية مهرجاناً خطابياً ولقاءات تواصلية وتكريمات لفائدة قدماء المقاومين، بالإضافة إلى تقديم مساعدات اجتماعية، تأكيداً على ثقافة الوفاء والتقدير للمجاهدين الذين أسهموا في تحرير الوطن.
كما تحتضن 105 فضاءات للذاكرة التاريخية عبر ربوع المملكة فعاليات متعددة، تشمل ندوات ومحاضرات علمية، تسلط الضوء على رمزية استرجاع سيدي إفني في ذاكرة الكفاح الوطني.
وتختتم المندوبية بلاغها بالتأكيد على أن أسرة المقاومة وجيش التحرير، وهم يحيون هذه الذكرى الخالدة، يجددون التزامهم الراسخ بالدفاع عن وحدة الوطن وسيادته الكاملة من طنجة إلى الكويرة، والانخراط في المسار التنموي، مجندين خلف الملك محمد السادس في كل المبادرات الوطنية، خصوصاً مبادرة الحكم الذاتي التي تحظى بإجماع وطني ودعم دولي متزايد كحل واقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.