
أحمد التوفيق: الطريقة التجانية تعزز العلاقات الدينية والروحية بين المغرب وإفريقيا
أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، يوم السبت في دكار، أن الطريقة التجانية لعبت دوراً مهماً في إثراء العلاقات الدينية والروحية بين المملكة المغربية وبقية البلدان الإفريقية، وخاصة جمهورية السنغال.
وقال الوزير في كلمته الافتتاحية للدورة الـ44 لـ”الأيام الثقافية الإسلامية” التي تنظمها تنسيقية الطريقة التجانية في دكار، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن الطريقة التجانية ساهمت في “صيانة نسيج العلاقات الحضارية والروحية” بين المغرب والسنغال، مما ساعد على انسياب تعاليم الصوفية والتزكية من المغاربة إلى غرب إفريقيا، خصوصاً في السنغال.
وأضاف التوفيق أن الطريقة التجانية قامت بدور تاريخي في تعزيز هذه العلاقات الروحية بين المغرب وإفريقيا. وأشار إلى أهمية هذه الأيام الثقافية الإسلامية التي تجمع نخبة من شيوخ الطريقة التجانية ومريديها في السنغال، لتدارس شؤون الطريقة والزوايا التابعة لها في هذا البلد الشقيق.
وفي هذا السياق، نقل التوفيق تحيات أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى “إخوة الطريقة التجانية”، مؤكداً حرص الملك على “رعاية الروابط الأخوية المتميزة” بين المملكة المغربية وجمهورية السنغال، خاصة من خلال العلاقة الخاصة التي تجمع بين البلدين عبر الطريقة التجانية.
كما استحضر الوزير “مقام الشيخ سيدي أحمد التجاني، رحمه الله”، مؤسس الطريقة التجانية، الذي “اتخذ من مدينة فاس داراً له ومقراً لزاويته ومحجاً لمريديه”، مشيراً إلى أن ضريحه في مدينة فاس يظل “مزاراً دائماً” للوافدين من مختلف بلدان العالم. واعتبر التوفيق أن الطريقة التجانية تمثل “مثالاً في الالتزام بأحكام الشريعة والسنة المحمدية وأسس التزكية الروحية”، مشيداً بتأثيرها الكبير في السنغال في مواجهة التحديات الاستعمارية في الماضي والتيارات المتطرفة في الوقت الحالي.
من جانبه، أكد الخليفة العام للطريقة التجانية، الشيخ أبي بكر منصور سي، في كلمته التي ألقاها بالنيابة عنه، دور صاحب الجلالة الملك محمد السادس في الحفاظ على “الثوابت الدينية” وتعزيز العلاقات الروحية بين المغرب والسنغال. كما أبرز التزام البلدين بتوطيد التعاون جنوب-جنوب، مع تعزيز القيم الدينية والإنسانية المشتركة بينهما.
وشهد حفل الافتتاح الرسمي لـ”الأيام الثقافية الإسلامية” حضور عدد من الشخصيات المغربية والسنغالية، من بينهم وزير الداخلية والأمن العام السنغالي، جان بابتيست تاين، وسفير المغرب في السنغال، حسن الناصري. كما أقيم الحفل في ساحة المسجد الكبير في دكار تحت الرئاسة الشرفية للرئيس السنغالي، باسيرو ديوماي فاي.
تعد “الأيام الثقافية الإسلامية” في دكار، التي انطلقت منذ عام 1986 تحت الرعاية السامية للملك الراحل الحسن الثاني، ثم تحت رعاية الملك محمد السادس، من أبرز المواعيد السنوية للطريقة التجانية في السنغال. وتهدف هذه الأيام إلى تعزيز التماسك بين مريدي الطريقة، والنهوض بقيم السلم والتسامح والتعايش بين الشعوب.