
شهد شاهد من أهلها
قضية صنصال تُدخل جارة السوء قفص الاتهام، وكمال داوود يتهم النظام بترهيب معارضيه.
عبد اللطيف أفلا
يكفي العالم دون بحث أو تدقيق، متابعة سقوط الجزائر في الوحل، وخروج فضائحها عن السيطرة، لأن الشهادات والحقائق المفضوحة تُكشف من أهلها، فتزيل غطاء الطبق، لتفوح منه روائح الظلم والترهيب والقمع، وضرب حقوق الإنسان والحريات، والكيد للمملكة المغربية ومعاداة أنصار وحدتها الترابية.
فمنذ الاعتراف الرسمي للجمهورية الفرنسية، والنظام الجزائري يجدف خلف التيار بعد انفلات المجاديف منه، وظهور الحق، وزهوق الباطل.
فمنذ سحب جارة السوء سفيرها من باريس في متم شهر يوليوز من العام الماضي 2024، وحجبها عن نظيره الفرنسي المقيم بها جل الاتصالات السياسية، زادت من فتح بوابة الشر عليها، فبعد الانسداد الذي بدأ يتسع بين البلدين في كل المجالات وعلى جميع الأصعدة يوما تلو الآخر، توقعت فرنسا أن تتخذ الجزائر العديد من الإجراءات الانتقامية ضد مصالحها بها، خاصة الاقتصادية منها.
وكانت قضية اعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري العليل بتهمة تهديد أمن الدولة، بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، حيث اتحدت الكثير من المطالب والنداءات لتحريره على الفور، خاصة تلك التي صدرت عن العديد من الكتاب العالميين الحائزين على جوائز نوبل، ودار النشر الفرنسية غاليمار التي تنشر مؤلفات صنصال ، وقبلهم التعليق السياسي الكبير لرئيس الجمهورية ماكرون خلال يوم الإثنين 6 يناير من هذا العام 2025
“الجزائر التي نُحب، والتي نشترك معها في الكثير من الأبناء والقصص، دخلت في مسار تاريخي لا يشرفها بمنع رجل مريض جدا من العلاج، وهذا يسيء لسمعتها”.
وطالب ماكرون أيضا عصابة الجزائر بالإفراج الفوري عن بوعلام صنصال، لأنه “مناضل من أجل الحرية ومعتقل بطريقة تعسفية تماما”.
ونقلت جريدة لوموند تصريح السياسي الفرنسي، ديفيد ليسنار عن حزب الجمهوريين قوله:
“الدفاع عن الحرية ليس له لون سياسي، وحماية مواطن فرنسي (جزائري) محتجز تعسفيا لأسباب زائفة لابد وأن تدفع الطبقة السياسية بأكملها إلى الرد. ويتعين على فرنسا أن ترفع صوتها على وجه السرعة وبكل حزم. الحرية لبوعلام صنصال”.
وزاد من بلل الطين الفائز بجائزة غونكور الأدبية لسنة 2024، الكاتب الفرنسي الجزائري كمال داود، الذي هاجم منتقدا النظام الجزائري خلال تصريحه لصحفية لوموند:
“لقد قرأت أخيرا عبارة (للكاتب الفرنسي) ألبير كامو مفادها أنّ المنفى ضروري من أجل الحقيقة… بوسعنا أن نقلب الصيغة في حالة الجزائر ليصبح الكذب ضروري من أجل البقاء فيها.”
وأضاف كمال داود بحسب ما جاء في الصحيفة الفرنسية قائلا “لا أستطيع الحكم على الآخرين وعلى خياراتهم. أتذكر كاتبا أراد التوقيع على العريضة، فاتّصل بي مجدّدا قائلا، لا أستطيع، زوجتي ستغادر إلى الجزائر بعد ساعتين… إذا وقّعت، تدفع الثمن فورا..”
ويواصل التاريخ تدوين إخفاقات الكابرانات..