بالياريا تطلق مشروعًا مبتكرًا لربط المغرب بإسبانيا بممر بحري صديق للبيئة

أعلنت شركة بالياريا الإسبانية، اليوم الخميس 23 يناير 2025، خلال معرض FITUR، عن إطلاق مشروع رائد في مجال النقل البحري المستدام. يتمثل المشروع في تدشين أول ممر بحري صديق للبيئة بين المغرب وإسبانيا، من خلال تشغيل عبارتين كهربائيتين بنسبة 100% وبدون انبعاثات، على خط طريفة – طنجة المدينة.

مشروع مبتكر يهدف إلى الاستدامة
يحمل المشروع، الذي حصل على عقد إدارة لمدة 15 عامًا من الهيئة المينائية لخليج الجزيرة الخضراء (APBA)، شعار الابتكار البيئي، حيث ستقوم بالياريا ببناء سفينتين توأمتين تعملان بالكامل بالطاقة الكهربائية. وتتمثل أهمية هذا المشروع في كونه سيشمل استخدام تقنيات متطورة تشمل شحن البطاريات من خلال أنظمة شحن متقدمة في الموانئ.

دعم المؤسسات والشراكة العامة والخاصة
خلال الحفل الذي أقيم لإطلاق المشروع، والذي جمع نحو 300 مشارك من شخصيات بارزة، أشار أدولفو أوتور، رئيس بالياريا، إلى أن هذا المشروع يعكس التعاون بين القطاعين العام والخاص، مؤكداً أن هذه الخطوة تعد نموذجًا عالميًا للتنقل المستدام. وأضاف أن السفن ستكون خالية تمامًا من الانبعاثات الكربونية، حيث ستتمكن من إجراء رحلاتها بشكل كامل باستخدام الطاقة الكهربائية.

تصميم متطور وتقنيات مبتكرة
من المتوقع أن يتم بناء السفينتين في أحواض بناء السفن “أرمون” في مدينة خيخون الإسبانية، حيث سيتم تجهيز كل سفينة ببطاريات سعة 11,500 كيلوواط/ساعة، مما يتيح للسفن إجراء الرحلات البحرية بين طريفة ومدينة طنجة دون أي انبعاثات. كما سيتم تجهيز الموانئ بأنظمة شحن متطورة لضمان تشغيل السفن بكفاءة، مع تثبيت بطاريات أرضية بقدرة 8 ميجاواط/ساعة في كل ميناء.

دعم واسع للمشروع
أشاد العديد من المسؤولين بالمشروع وأكدوا على أهمية تعزيز العلاقات بين المغرب وإسبانيا من خلال هذه المبادرة. حيث أثنت كريمة بنيعيش، سفيرة المغرب في إسبانيا، على المبادرة التي ستساهم في تعزيز التعاون بين البلدين، كما أشار خوسيه أنطونيو سانتانو، كاتب الدولة للنقل والتنقل المستدام الإسباني، إلى أن إزالة الكربون من قطاع النقل البحري تعتبر من الأولويات الحكومية.

من جانب آخر، أبدى أرتورو بيرنال، وزير السياحة في الأندلس، تفاؤله بأن يكون للمشروع تأثير إيجابي على السياحة، بينما أشاد خراردو لاندالوسي، رئيس الهيئة المينائية، بالاستثمارات الموجهة نحو كهربة الأرصفة، والتي سيتم تخصيص 62 مليون يورو لها.

خصائص فنية للسفن
ستكون السفن الجديدة مشابهة لعبارتي “إليانور روزفلت” و”مارغريتا سالاس” مع تحسينات تتيح لها العمل في موانئ طريفة ومدينة طنجة. السفن ستستوعب 804 ركاب و225 سيارة، فيما يبلغ عرضها 25 مترًا.

يُتوقع أن يساهم المشروع في تعزيز التنقل المستدام بين المغرب وإسبانيا، ويعتبر خطوة مهمة نحو تحقيق الأهداف البيئية العالمية المقررة لعام 2050.