سياسة

زيارة رئيس الصين الودية للمغرب تفتح آفاق واسعة لتوسيع العلاقات الثنائية

يوسف الحطري 

تحمل زيارة رئيس جمهورية الصين الشعبية الودية للمملكة المغربية التي قام يوم الخميس الماضي، عدة دلالات حول تطور العلاقات الثنائية بين البلدين.

الرئيس شي جين بينغ حضي باستقبال رسمي في مطار الدار البيضاء ، وذلك بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، من قبل صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن .

هذه الزيارة رغم قصر مدتها، والتي جائت في طريق عودته من أمريكا اللاتينية، بعد مشاركته في فعاليات دولية بارزة ، حيث حضر منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في ليما، عاصمة البيرو، إضافة إلى القمة التاسعة عشرة لمجموعة العشرين التي انعقدت في ريو دي جانيرو بالبرازيل.

إختيار رئيس جمهورية الصين الشعبية هذا التوقف في المغرب، يأتي في خضم تقارير صحفية تؤكد رغبة بكين الاعتراف بمغربية الصحراء و افتتاح قنصلية في العيون او الداخلة ، حيث لم يعد انضمام الصين لقافلة الدول المعترفة بالسيادة المغربية على الصحراء أمرا مستبعدا .

وحسب عدة مصادر صحفية خاصة الإسبانية، فإن رغبة الصين في الدخول بقوة إلى عالم الاستثمار في إفريقيا يحتاج إلى المرور من بوابة الصحراء المغربية، وهو ما اكدته كذلك مصادر صينية مقيمة في جزر الكناري، والتي كشفت سعي حكومة الرئيس جين بينغ تقليد إعلان ترامب في عام 2020 و افتتاح قنصلية في مدينة العيون.

ومنذ عقود، حافظت الصين على سياسة محايدة فيما يتعلق بالقضية الوطنية، وكانت دائما تدعوا إلى الحل السلمي تحت إشراف الأمم المتحدة. إلا أن المؤشرات الحالية تكشف عن تحول محتمل في هذا الموقف لصالح المغرب ، لتصبح بذلك ثالث عضو دائم في مجلس الأمن من بين 5 أعضاء، يساند الطرح المغربي، بعد الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، في وقت تحاول فيه الرباط استقطاب المملكة المتحدة لموقف سياسي مشابه، و إقناع روسيا كذلك عن طريق المصالح الاقتصادية .

وتعتبر العلاقات المغربية الصينية نموذجية ، شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث تعزز التعاون في مجالات عدة، من بينها الاقتصاد والتجارة والاستثمار.

كما تعد المملكة شريكاً استراتيجياً في إطار مبادرة “الحزام و الطريق” الصينية. إضافة الى أن المغرب يشغل موقعاً مهماً كحلقة وصل بين الصين و أفريقيا، مما يعزز من مكانته كحليف في خطط الصين الاقتصادية.

إضافة إلى ذلك ، تسعى بكين نحو تعميق حضورها في منطقة المغرب العربي، التي تشهد توتراً متزايداً بين الرباط والجزائر، ما يفتح الباب أمام بكين للعب دور وساطة محتمل لتقريب وجهات النظر بين الطرفين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 + 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض