سلايدرفيديو

محمد السادس: تواضع العظماء

العفو الملكي على 5654 سجينا مكرمة جيدة من مكارم أب الأمة وملهما

الرباط، mcg24.com

في خضم انشغال الشعب المغربي بمستجدات الحرب ضد فيروس كورونا الفتاك وما يتركه خلفه من خسائر بشرية معتبرة، هل علينا بلاغ وزارة العدل، حاملا بين ثناياه بارقة أمل كبرى، ودفعا معنويا لحشد الهمم، مبشرا بمكرمة جديدة من مكارم جلالة الملك محمد السادس، أحاط من خلالها بعنايته الأبوية المنيفة، الآلاف من أبناء شعبه، الذين شاءت الظروف أن يجدوا أنفسهم مسلوبي الحرية بشكل مؤقت، إعمالا للقوانين المؤطرة المحددة لحقوق المواطن وواجباته.
5654 هو عدد السجناء المشمولين بالعفو الملكي.
للرقم دلالة خاصة من حيث قيمته وظرفيته خاصة، بحكم أنه غير مرتبط بالمناسبات الدينية أو الوطنية المألوفة.
الخطوة الملكية واحدة من تجليات التدبير الملكي الذكي المحكم لمعركة استثنائية تستلزم كثير خبرة وكياسة. وما ذلك بغريب على ملك تدرج في محارب مدرسة الملوك العلويين الضاربة في القدم، التي جعلت المغرب ، على مر الزمان، منارة تستنير بسنى ضوئها الكثير من الدول.
كما هي عادة ملك المغرب منذ أول يوم تقلد فيه أمانة قيادة هذه الأمة، مكرٌمة العفو الملكي تجسيد طبيعي للتدبير الثاقب الذي تفاعل به جلالته مع جائحة كوفيد 19 منذ بدايتها، معتمدا في ذلك استراتيجية استباقية هيأت الظروف المثلى ليكون المغرب في قيمة الرهان…استرتيجية تزاوج بين تنزيل اللوجستيك اللازم، واعتماد الخطوات المالية والاجتماعية المصاحبة، بالسرعة المطلوبة، قصد تحفيز المواطن وتيسير انخراطه الكلي في معركة استثنائية.
جلالة الملك محمد السادس يواصل تحمل أمانة قيادة المملكة وشعبها بتواضع العظماء، المتأهب دوما ليكون في مقدمة الصفوف، كلما نادى نداء الوطن.
خطوة العفو الملكي لم يكن اعتباطيا، بل جاء مستندا إلى نتائج دراسة مرتكزة على معايير إنسانية وموضوعية مضبوطة، تأخذ بعين الاعتبار سنهم، وهشاشة وضعيتهم الصحية، ومدة اعتقالهم، وما أبانوا عنه من حسن السيرة والسلوك والانضباط، طيلة مدة اعتقالهم.
العفو استرسال أيضا للتدابير المعززة والمعضدة لحماية نزلاء المؤسسات السجنية والإصلاحية، في ظل هذه الظرفية الصعبة، مجسدة لعناية جلالته الموصولة بمكونات شعبه أينما كانوا بلا تمييز.
5654 رقم مرادف أيضا لعدد الأسر التي غمرتها فرحة استثنائية غير متوقعة، أكيد أنها سترفع من معنوياتها، وهي تواجه محنة كورونا، بعدما جمع الله شملها بأهلها وذويها.
العفو الملكي فتح كوة أمل جديدة لدى الأسر المعنية، رغم أنها ملزمة بانتظار بعض الوقت في إطار التفويج، لأن إطلاق سراحهم سيعتمد التدريج، انسجاما وما تتطلبه الظروف الاستثنائية المرتبطة بحالة الطوارئ الصحية، والاحتياطات الواجب اتباعها، حيث سيخضع جميع المستفيدين من العفو الملكي للمراقبة والاختبارات الطبية، وحجر صحي في منازلهم، للتأكد من سلامتهم.

شكرا جلالة الملك على أياديكم البيضاء المسترسلة، وألهمكم لما فيه خير بلدكم وشعبكم لتبقوا على الدوام مصدرا للجود والكرم، ليظل إشعاع المملكة مضيئا سماء إفريقيا، ملهما باقي دولها للسير على خطاكم، لما فيه خيرها وخير أبنائها التواقين للعيش بكرامة، ومرسلا لمن يهمه الأمر إشارات واضحة بأن القارة متأهبة لأخذ زمام أمورها بيدها بعيدا عن كل تبعية أو إملاءات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض