سياسة

العيون تحتضن ندوة وطنية حول الوحدة الترابية للمملكة: من شرعية التاريخ إلى رهانات المستقبل.

العيون : عبدالرحيم لحبابي

احتضنت مدينة العيون، حاضرة الأقاليم الجنوبية للمملكة، ندوة وطنية كبرى نظمتها مجموعة العمل الموضوعاتية المؤقتة المكلفة بتقديم الاستشارة حول القضية الوطنية الأولى، تحت شعار: “من شرعية التاريخ إلى رهانات المستقبل”، بمشاركة وازنة لمنتخبين وبرلمانيين وخبراء وفعاليات مدنية من مختلف جهات المملكة.

وفي كلمة افتتاحية بالمناسبة، أكد السيد لحسن حداد، رئيس مجموعة العمل الموضوعاتية، أن اختيار مدينة العيون لعقد هذا اللقاء الوطني يحمل دلالات رمزية قوية، باعتبارها ليست فقط مجالاً جغرافيًا، بل رمزًا للوحدة الوطنية وتجسيدًا حيًا للرؤية التنموية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس نصره الله في الأقاليم الجنوبية.

وأبرز حداد أن هذا اللقاء لا يندرج فقط ضمن أجندة تنظيمية لمجموعة برلمانية، بل يمثل لحظة وطنية بامتياز تؤكد عمق الارتباط بالصحراء المغربية أرضًا وتاريخًا، وتترجم تعبئة جماعية وطنية تتقاسم مسؤولية الدفاع عن الوحدة الترابية، باعتبارها ليست شأناً سيادياً فقط، بل قضية أمة بكل مكوناتها.

وشدد المتحدث على أن قضية الصحراء ترتبط بالهوية الوطنية وبالامتداد الحضاري للمملكة وبمفهوم البيعة كعقد جامع بين العرش والشعب، مشيرًا إلى أن النقاش لم يعد يُختزل في منطق الدفاع، بل بات يرتكز على مقاربة استشرافية شاملة تزاوج بين شرعية التاريخ وأفق المستقبل.

وأوضح أن المبادرات المغربية، وعلى رأسها مقترح الحكم الذاتي، تحظى بدينامية دعم دولي متصاعد، مشيرًا إلى أن المكاسب الدبلوماسية الراهنة تترسخ أكثر حين تُقرن بمشاريع تنموية كبرى في الأقاليم الجنوبية، تجعل منها منصة استراتيجية للاندماج الإفريقي، ورافعة لتحقيق العدالة المجالية والإشعاع الإقليمي.

وأضاف حداد أن المغرب اختار، بكل وعي ومسؤولية، نهجًا يقوم على تعزيز الجهوية المتقدمة، وتطوير البنيات التحتية الكبرى، وربط السيادة بالتنمية، في سياق يكرس موقع الأقاليم الجنوبية كبوابات طبيعية للمغرب نحو عمقه القاري.

وأشار رئيس المجموعة الموضوعاتية إلى أن أشغال هذه المجموعة البرلمانية انطلقت من مقاربة تشاركية شملت مختلف الفاعلين المؤسساتيين والمدنيين، وانكبت على محاور تتقاطع بين التاريخ، والقانون الدولي، والتنمية، والدبلوماسية المؤسساتية، مضيفًا أن تنظيم هذه الندوة هو ثمرة هذا المسار الجماعي، وتجسيد لإرادة برلمانية راسخة تعتبر أن ملف الصحراء ليس فقط قضية سياسية، بل ورش وطني مفتوح يتطلب تعبئة عقلانية، ومعرفة دقيقة، ونَفَسًا استراتيجيا.

وأكد أن التوصيات التي ستُنبثق عن هذه الندوة، بفضل غنى المداخلات وتنوع المشاركات، ستكون إضافة نوعية للنقاش المؤسساتي داخل مجلس المستشارين، وستفتح آفاقًا واعدة لمبادرات تشريعية وتقييمية وترافعية في المستقبل.

وفي ختام كلمته، عبّر السيد لحسن حداد عن تقديره الكبير لكل من ساهم في إنجاح هذه المحطة الوطنية، موجهًا الشكر إلى السيد رئيس مجلس المستشارين على دعمه المتواصل لأشغال المجموعة، كما نوه بانخراط أعضائها، وبالجهود المبذولة من طرف الأمانة العامة وأطر المجلس، داعيًا إلى جعل هذه الندوة منطلقًا متجددًا للفعل الوطني المشترك، من أجل تثبيت مغربية الصحراء باعتبارها قضية وجود لا قضية حدود، ورافعة للوحدة والتنمية والانفتاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض