مجتمع

شابة تتعرض لـ130 غرزة على يد طليقها بعد رفضها العودة إليه

في حادثة مروعة هزّت الرأي العام المحلي والوطني، تعرّضت شابة في الخامسة والعشرين من عمرها، تنحدر من مدينة تازة، لاعتداء وحشي على يد طليقها، أسفر عن إصابات بليغة وتشويه خطير لوجهها، بعد أن رفضت العودة إلى عصمته. وقد تطلبت جروحها العميقة أكثر من 130 غرزة لإغلاقها.

وتعود تفاصيل الواقعة، كما روتها الضحية لموقعناMCG24، إلى ليلة الأربعاء الماضي، حين تسلل طليقها إلى مكان تواجدها، وقام باقتيادها تحت التهديد، ثم اغتصبها أمام طفلها الصغير، قبل أن ينهال عليها بطعنات مروّعة باستخدام سكين حاد.

من الزواج بالإكراه إلى كابوس لا ينتهي

وتقول الضحية، وهي أم لطفل يبلغ من العمر أربع سنوات ونصف، إنها كانت قد تزوجت بالمعتدي قبل سنوات، بعد أن اغتصبها، وذلك بدافع حماية ابنها من الضياع، على حد تعبيرها، وقد تنازلت حينها عن الشكاية القضائية، آملة في بداية جديدة، إلا أن زواجها لم يكن سوى امتداد لجحيم العنف.

إذ تؤكد أنها عانت طوال سنوات من تعنيف جسدي ونفسي مستمر، ورغم الشكايات العديدة التي تقدمت بها، إلا أن العنف لم يتوقف. والأسوأ، حسب قولها، أنها ظلت رهينة الخوف والتهديد، حتى بعد انفصالها عن المعتدي قبل ستة أشهر.

الاعتداء الوحشي أمام أعين طفلها

وبعد خروجه من السجن مؤخرًا، لم تمر سوى أيام قليلة حتى عاد ليطاردها من جديد. وفي ليلة الاعتداء، اقتحم حياتها عنوة، وهددها بسكين، ثم اغتصبها، قبل أن يشوه وجهها بطريقة مروعة. تقول الشابة في شهادتها المؤلمة:

شق لي وجهي من الفم حتى الأذن، قسم لي الجبهة، الحاجبين، حتى الأنف… وخرّب عيني. الطبيب قال عندي نزيف داخلي، وما زال ما عرفتش واش غنرجع نشوف بها”.

وما زاد من قسوة الحادثة، هو أن طفلها كان شاهدًا على كل ما جرى، حيث قالت:

ولدي ما بقا كيعرفني، قال لي: ماما، ماشي نتي، ما قدرش يبوسني ولا يجي عندي…”.

تأخر في الإجراءات ومخاوف من الإفلات

ورغم تقديمها لشكاية فورية للنيابة العامة، إلا أن المعتدي، حسب روايتها، علم بالأمر قبل أن يصل الملف إلى الشرطة، فعاد لتهديدها مجددًا، وطالبها بالتنازل، وهو ما رفضته. وعندما لجأت إلى أحد المراكز الأمنية، تفاجأت بوجوده هناك يترصدها، مما زاد من شعورها بالخوف على حياتها.

ومع ذلك، فقد تمكنت السلطات الأمنية في تازة، بحسب تصريحاتها، من اعتقال الجاني في وقت قياسي، وهو ما اعتبرته بادرة إنسانية ومهنية، حيث قالت:

الشرطة ما حسبونيش مواطنة فقط، حسبوني أختهم… وقفوا معايا وما نعسوش الليل حتى شدّوه”.

صرخة إنسانية ومناشدة للمجتمع

وفي ختام شهادتها، أطلقت الضحية نداءً مؤثرًا إلى المغاربة، تدعو فيه إلى دعمها نفسيًا وطبيًا، خاصة من قبل أطباء التجميل أو المحسنين، قائلة:

أنا ماشي باغية حاجة… غير نصلّح وجهي، نقدر نخرج للزنقة، نربي ولدي، ونرجع نعيش حياة طبيعية…”.

كما ناشدت القضاء بإنزال أقصى العقوبات في حق المعتدي، مؤكدة أن ما تعرضت له ليس حالة فردية، بل نموذجًا مؤلمًا من العنف المستمر ضد النساء في المغرب، والذي يحتاج إلى ردع حقيقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 + ثمانية =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض