تصاعد التوتر بين كونفدرالية الصيادلة ووزارة الصحة

تتفاقم الأزمة بين الصيادلة ووزير الصحة، أمين التهراوي، في ظل تسارع الوزارة إلى إصدار مراسيم قانونية دون إشراك المعنيين بالقطاع أو فتح باب الحوار معهم، مما أدى إلى تصاعد حالة الاحتقان في صفوف الصيادلة، وكذا ازدياد الشعور بالتهميش وعدم التقدير لمطالبهم.

خطوات تصعيدية بعد اجتماع الكونفدرالية

وفي هذا السياق، أعلنت كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، عقب اجتماع مجلسها الوطني المنعقد بتاريخ 19 شتنبر الجاري، استمرارها في حمل الشارة السوداء كخطوة رمزية للاحتجاج، إلى جانب تبني توجه تصعيدي استراتيجي، وذلك حتى تفتح الوزارة الوصية باب الحوار الجاد مع الإستجابة للمطالب المشروعة للمهنيين.

وقفة 9 شتنبر: رسالة واضحة للوزارة

وأوضحت الكونفدرالية أن هذه الخطوات تأتي عقب التجاهل المستمر الذي تنهجه وزارة الصحة تجاه مطالب الصيادلة، رغم النجاح اللافت للوقفة الاحتجاجية الوطنية التي نُظمت يوم التاسع من شهر شتنبر أمام مقر وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والتي عكست حجم الغضب داخل الوسط الصيدلاني.

المطالب: إشراك حقيقي في اتخاذ القرار

ومن أبرز مطالب الصيادلة، نجد مطلب إشراك المهنيين في صياغة القرارات المصيرية التي تؤثر بشكل مباشر على مستقبل المهنة واستقرار الصيدليات، مع تأكيد رفضهم للمقاربة الأحادية التي تعتمدها الوزارة، والتي تمثل ضرباً لمقترحاتهم الواقعية وتهميشاً لدورهم الحيوي في المنظومة الصحية.

استعداد لتنظيم وقفة وطنية كبرى

كما تستعد الكونفدرالية لتنظيم وقفة احتجاجية وطنية كبرى في القريب العاجل، سيتم الإعلان عن موعدها فور الانتهاء من التنسيق مع مختلف الهيئات النقابية والجمعوية الصيدلانية في مختلف جهات المملكة.

نداء إلى رئيس الحكومة للتدخل

ودعت الكونفدرالية، في بيانها، رئيس الحكومة إلى التدخل العاجل لوضع حد لسياسة الإقصاء التي تنتهجها وزارة الصحة، من خلال العودة إلى تنفيذ مضامين الملف المطلبي المتفق عليه سابقاً مع الوزير السابق، خالد آيت الطالب، تفادياً لتأزيم الوضع أكثر.

تحذير من إرباك المنظومة الدوائية

وشددت الكونفدرالية على أن تجاهل دور الصيدلي واستبعاد الإصلاحات العميقة المطلوبة للقطاع لن يؤدي إلا إلى زيادة التوتر داخل المنظومة، فضلاً عن تعميق اختلالات الولوج إلى الدواء بالنسبة للمواطنين.

دعوة لتوحيد الصفوف والانخراط النضالي

وفي ظل هذا السياق المتأزم، دعت الكونفدرالية جميع الصيادلة عبر مختلف جهات المغرب إلى رص الصفوف وتوحيد الكلمة والانخراط الفعال في مختلف الأشكال النضالية القادمة، دفاعاً عن كرامة المهني واستقرار المهنة، بما يخدم في نهاية المطاف صحة المواطن وحقه في ولوج آمن ومنظم للدواء.

انسداد الأفق بسبب سياسة التسويف

وأكد الصيادلة أن احتجاجهم ينبع من شعور متزايد بانسداد الأفق، نتيجة استمرار الوزارة في سياسة التسويف، مقابل تسريع إصدار مراسيم تشريعية دون توافق، ما يعمق الإحساس بالإقصاء ويدفعهم نحو التصعيد كخيار لا مفر منه.