اقتصاد

السمارة.. إبراز مؤهلات الأقاليم الجنوبية كقطب واعد لجذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية

نُظم، يوم أمس الخميس بمدينة السمارة، لقاء اقتصادي موسع يهدف إلى إبراز مؤهلات الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية كوجهة جاذبة للاستثمار الوطني والأجنبي. ويأتي هذا الاجتماع في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المجيدة، في سياق وطني ودولي يعزز مكانة المغرب كفاعل رئيسي في التنمية الإفريقية.

اللقاء الذي جمع مسؤولين حكوميين وممثلين عن القطاع الخاص والمستثمرين الأجانب، سعى إلى تسهيل الحوار الاقتصادي العابر للحدود، وتطوير شراكات مستدامة تُسهم في تحسين تدفقات الاستثمار وتنويع الاقتصاد الجهوي.

السمارة.. قطب جاذب بفضل موقعها الجيو-استراتيجي

أكد عامل إقليم السمارة، إبراهيم بوتوميلات، أن هذا الاجتماع يشكل محطة استراتيجية ضمن رؤية التنمية المندمجة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تجعل من الجماعات الترابية والقطاع الخاص محورا أساسيا للنمو الاقتصادي والابتكار.

وأضاف أن السمارة، بما تمتلكه من رصيد حضاري وثقافي غني وموقع جغرافي استثنائي، أصبحت منصة واعدة للتبادل الاقتصادي والدبلوماسية الترابية، ومثالا على نجاح المبادرة الأطلسية لتنمية الأقاليم الجنوبية، التي تهدف إلى جعلها مركزا محوريا للاندماج القاري والتعاون جنوب–جنوب.

تحفيزات وفرص استثمارية متعددة

من جهته، أبرز رئيس المجلس الإقليمي للسمارة، محمد سالم البيهي، أن الدولة خصصت مجهودا استثماريا عموميا كبيرا لتأهيل الأقاليم الجنوبية، مشيرا إلى أن الهدف اليوم هو جذب شركاء من القطاع الخاص لتثمين هذه المشاريع عبر شراكات فعالة ومستدامة.

كما أشار إلى أن المنطقة توفر تحفيزات مهمة للمستثمرين، من ضمنها العقارات المحفظة، والامتيازات الضريبية، إضافة إلى مؤسسات تكوين مهني تُخرج كفاءات مؤهلة قادرة على دعم المشاريع الإنتاجية وتحقيق التنمية المحلية.

البنية التحتية والطاقة.. مجالات واعدة للنمو

أكد خليل ولد الرشيد، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة العيون-الساقية الحمراء، أن الاجتماع يعكس التزام الفاعلين الاقتصاديين بتعزيز الدينامية الاستثمارية في المنطقة، التي باتت تتوفر على بنيات تحتية متقدمة تشمل الموانئ والطرق والمناطق الصناعية، فضلاً عن موقعها الجغرافي الذي يربط إفريقيا بأوروبا.

وأضاف أن الجهة أضحت ورشاً مفتوحاً في مجالات الطاقات المتجددة، والصناعة، والاقتصاد البحري، والسياحة، والخدمات اللوجستية، وهي قطاعات قادرة على خلق الثروة ومناصب الشغل وتحقيق تنمية مستدامة منسجمة مع الرؤية الوطنية.

تعاون اقتصادي وشراكات إفريقية

وفي السياق ذاته، أوضح محمد جعيفر، مدير المركز الجهوي للاستثمار بجهة العيون-الساقية الحمراء، أن الهدف من هذا اللقاء يتمثل في بناء جسور التعاون بين المستثمرين والمؤسسات العمومية والخاصة، بما يعزز التنمية المتبادلة ويجعل الأقاليم الجنوبية مركز إشعاع اقتصادي على المستويين الوطني والإقليمي.

وأشار إلى أن هذا الحدث يمثل منعطفاً استراتيجياً نحو تمكين المغرب من ترسيخ مكانته كقطب اقتصادي إفريقي، مستفيداً من البنيات التحتية الحديثة، والبيئة القانونية المحفزة، والريادة المؤسساتية في مجالات الاستثمار والطاقة والتنمية الخضراء.

رؤية استشرافية للمستقبل

عرف اللقاء مشاركة شخصيات اقتصادية ومؤسساتية مغربية وأجنبية، وتم خلاله عرض مشاريع استثمارية استراتيجية، ومناقشة فرص إقامة منتدى اقتصادي دائم بالسمارة لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص.

ويُنتظر أن تُساهم هذه الدينامية في تحويل السمارة والأقاليم الجنوبية إلى نموذج تنموي متكامل يجسد الرؤية الملكية لجعلها فضاءً للتكامل الاقتصادي والتعاون الإفريقي والدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 + واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض