
الدار البيضاء-سطات تروج لمؤهلاتها السياحية في ميامي
شهدت مدينة ميامي بولاية فلوريدا، يوم أمس الأربعاء، لقاءً مهماً جمع بين وفد مغربي يمثل جهة الدار البيضاء-سطات ومسؤولي مكتب السياحة بميامي، بهدف الترويج للمؤهلات السياحية المتنوعة التي تزخر بها الجهة وتعزيز التعاون السياحي والاقتصادي بين المغرب والولايات المتحدة.13
وضم الوفد المغربي كلاً من رئيس مجلس الجهة، عبد اللطيف معزوز، ومسؤولين من المديرية الجهوية للسياحة وغرفة التجارة والصناعة والخدمات للدار البيضاء-سطات، إضافة إلى القنصل العام للمغرب بميامي، شفيقة الهبطي.
عرض متكامل للتنوع السياحي بجهة الدار البيضاء-سطات
قدّم الوفد المغربي عرضًا شاملاً مدعومًا بالأرقام والبيانات حول تنوع العرض السياحي بالجهة، الذي يجمع بين سياحة الأعمال، والثقافة، والترفيه، والرياضة.
وأوضح المتدخلون أن الجهة أصبحت اليوم قاطرة اقتصادية وطنية تمثل أكثر من %32 من الناتج الداخلي الخام المغربي، وتسعى لتكريس مكانتها كـوجهة سياحية دولية تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
عبد اللطيف معزوز: الدار البيضاء تتحول إلى وجهة عالمية
أكد رئيس مجلس الجهة، عبد اللطيف معزوز، أن الدار البيضاء-سطات تشهد تحولاً استراتيجياً لتصبح وجهة سياحية رائدة في إفريقيا والمتوسط، بفضل الدمج الذكي بين السياحة الحضرية والثقافية وسياحة الأعمال.
وأشار معزوز إلى أن الخط الجوي المباشر بين الدار البيضاء وميامي، الذي أطلقته الخطوط الملكية المغربية سنة 2019، ساهم في تقريب المسافات وتعزيز الربط السياحي والاقتصادي بين البلدين، معبّراً عن الأمل في أن تُستأنف الرحلات المباشرة بوتيرة أقوى خلال السنوات المقبلة.
خارطة الطريق السياحية 2023-2026: رؤية طموحة للمستقبل
من جهتها، استعرضت فاطمة بوعابد، المديرة الجهوية للسياحة بالدار البيضاء-سطات، الخطوط العريضة لـخارطة الطريق الوطنية للسياحة (2023-2026) التي خصصت لها الحكومة ميزانية تناهز 6.1 مليار درهم.
وأوضحت بوعابد أن المغرب يهدف إلى استقطاب 26 مليون سائح بحلول عام 2030، وهو العام الذي سيستضيف فيه المغرب جزءًا من مباريات كأس العالم لكرة القدم 2030.
وأكدت أن جهة الدار البيضاء-سطات ستلعب دورًا محوريًا في هذا الهدف، خاصة مع المشاريع الجارية لتحديث البنية الفندقية وتحسين الربط الجوي وتطوير التجارب الثقافية والترفيهية.
الدار البيضاء وجهة رياضية وسياحية في أفق 2030
باعتبارها إحدى المدن التي ستحتضن مباريات كأس العالم 2030، تراهن الدار البيضاء على استثمار هذا الحدث العالمي لتكريس صورتها كـ وجهة سياحية متعددة الأبعاد، تجمع بين الحداثة، والأصالة، والانفتاح الدولي.
وأكدت بوعابد أن الجهة تطمح لأن تصبح مركز جذب للسياح من رجال الأعمال، والمستثمرين، ومحبي الثقافة، والرياضة، والترفيه، بفضل مشاريع جديدة مثل تأهيل الواجهة البحرية، وتطوير البنية التحتية الثقافية والفندقية.
تعاون مغربي أمريكي لتعزيز التبادل السياحي والتجاري
في المقابل، أعرب ديفيد ويتيكر، الرئيس المدير العام لمكتب السياحة بميامي، عن إعجابه بالتطور الذي تشهده جهة الدار البيضاء-سطات، مؤكداً استعداد مكتبه لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات مع نظرائه المغاربة في مجالات الترويج السياحي، والرقمنة، والتسويق الدولي للوجهات.
كما بحث الوفد المغربي خلال زيارته سبل تطوير العلاقات التجارية، من خلال اجتماعات مع مسؤولي غرفة التجارة بمنطقة ميامي الكبرى وغرفة التجارة اللاتينية الأمريكية (CAMACOL)، إحدى أبرز الهيئات الاقتصادية بولاية فلوريدا.
وناقش الجانبان فرص ترويج العلامة التجارية “صنع في المغرب” بالأسواق الأمريكية، وتشجيع الاستثمارات الثنائية في مجالات السياحة والصناعة والخدمات، بما يعزز الحضور المغربي في القارة الأمريكية.
نحو شراكة استراتيجية سياحية بين الدار البيضاء وميامي
يشكل هذا اللقاء خطوة جديدة نحو إرساء شراكة استراتيجية بين الدار البيضاء وميامي، تقوم على التبادل السياحي والتجاري والثقافي، وتفتح آفاقاً واسعة لاستقطاب السياح الأمريكيين نحو المغرب، خصوصاً في ظل الطلب المتزايد على الوجهات الأصيلة والمتنوعة ثقافياً.
ويرى مراقبون أن تعزيز التعاون مع مراكز سياحية كبرى مثل ميامي سيساهم في رفع عدد الزوار الأمريكيين إلى المغرب، وتوسيع قاعدة الاستثمارات المشتركة في قطاع السياحة المستدامة، بما يتماشى مع رؤية المغرب التنموية في أفق 2030.





















