تأملاتسلايدر

شأن المسلم في أوقات البلاء والمحن أن يكون دائم الذكر والدعاء

بقلم الأستاذ عبد الرحمان بن أحمد سورسي

(بسم الله الرحمن الرحيم )

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد الفاتح لما أغلق ، والخـاتم لما سبق ، ناصـر الحق بالحق ، الهـادي إلى صراطك المستقيم ، وعلى آل بيته الطاهرين، وصحبه الغُر الميامين، ومن تبع هديه واستن بسنته إلى يوم الدين .
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.
وبعد: فبالله أستعين وعليه اتوكل وإليه يرجع الأمر كله علانيته وسره.

أيها السادة الأفاضل :
في هذه الأيام الصعبة التي تمرَّ بها مختلف بلدان العالم عموما، وبلدنا المغرب الحبيب على وجه الخصوص قدر الله وما شاء فعل، يبحث الكثير منا عن دعاء رفع البلاء؛ لنتضرع به إلى الله كي ينجينا من هذا الوباء والبلاء الذي حلَّ بنا.
فهيا بنا إذا لنتحصن بذي العزة، ولنعتصم برب الملكوت، ولنتوكَّل على الحي الذى لا يموت.
اللهم اصرف عنا الوباء البلاء والمصائب والفتن، ما ظهر منها وما بطن،
ألا يا لطفك يا لطيف لك اللطف.
فانت اللطف منك يشملنا اللطف.
اللهم يالطيف يالطيف نسألك اللطف فيما جرت به المقادير.
إنك على كل شيء قدير”.
وفي هاذا الصدد أوضح العلماء أن شأن المسلم في أوقات البلاء والمحن أن يكون دائم الذكر والدعاء،
فالنبي صلى الله عليه وسلم أوصانا بقول:”أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق” ثلاث مرات صباحًا ومساء.
لهاذا يجب علينا أن نعض بالنواجد على وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم وسرد شمائله ونهج طريقه وطريقة أخلاقه صلى الله عليه وسلم.
لنغتنم هاذا الحجر الصحي الذي كتبه الله تعالى علينا حتى لا نكون من المغبونين.
أخي الكريم، أختي الكريمة، لا يخلو أحدٌ من البشر إلا وهو مغبون، فذاك مغبون في بيعه، وذاك في وقته، وآخر في ذكره وعبادته لله، وآخر…،وآخر.. ولكن الموفق من استيقظ من رقاده, وانتبه لما هو واقع فيه من الغبن، وإن أعظم شيءٍ يغبن فيه الإنسان هو الصحة والوقت.
وإن من اعظم النعم علينا نعمة الصحة ونعمة الفراغ. وذالك من خلال هدي نبينا صلى الله عليه وسلم، فقد جاء في صحيح البخاري، عن ابن عباس – رضي الله عنه – قال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ”.
يا إخوتي لنستغل هاذا الفراغ بأمور ثلاث:
الأمر الأول، قراءة القران العظيم. فتلاوة القرآن العظيم تزيد في إيماننا. وتجعل في قلوبنا الطمأنينة والسكينة وصدق الله العظيم إذ يقول: (وإذا تليت عليهم ءاياته زادتهم إيمانا ).
فبتلاوة القرآن العظيم يزيد إيماننا. ومع زيادة الإيمان يكتب الله لنا الحسنات ويكشف عنا العذاب.
الأمر الثاني، كثرة الإستغفار، فمن إستغفر الإستغفار الحقيقي فليسمع بشارة النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول :
“من لزم الإستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب”.
الأمر الثالث، كثرة الصلاة على حضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسرد أحاديثه وشمائله التي تستوجب ذالك.
فبكثرة الصلاة عليه يغفر الله الذنب ويكشف الهم والغم والكرب. كما جاء في حديث صلى الله عليه وسلم. عندما سأله أحد الصحابة الكرام : كم أجعل من الصلاة عليك يارسول الله ؟(صلى الله عليه وسلم) قال: ما شئت……. إلى ان قال الصحابي الجليل إذا أجعل صلاتي كلها لك. قال عليه الصلاة والسلام: إذا يغفر ذنبك وتكفى همك”.
هكذا سنة الحياة.
فالحياة مليئة بالحجارة فلا تتعثّر بها، بل إجمعها وابنِ بها سلّماً تصعد به نحو النجاح.
كن من علّمته الحياة أن يجعل قلبه مدينة بيوتها المحبّة، وطرقها التسامح والعفو، وكن من يعطي ولا ينتظر الردّ على العطاء، وكن من تصدق مع نفسه قبل أن يطلب مِن أحد أن يفهمه، وستعلمك الحياة أن لا تندم على شي وأن تجعل الأمل مصباحاً يرافقك في كلّ مكان.
كل الأشياء ترحل ولا تعود .. إلا الدعاء يرحل بالرجاء ويعـود بالعطاء.
لا تحزن إذا جاءك سهم قاتل .
لا تنسى أنك ستجد مَن ينزع السهم ويعيد لك الابتسامة.
واعلم ان (ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك). الحديث.
والذنوب التي فعلها الإنسان قد يُكفرها الله عن العبد بما يصيبه من المصائب والأوجاع والأمراض ونحوها؛ لحديث: “مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ”. رواهالبخاري.
كل واحد منا يمرض وكل مرض له دواء:
(( مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً ))
[البخاري عن أبي هريرة ] بل إن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(( لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ).
فالعاقل من يحضى بتلاوة القرآن الكريم وكثرة الإستغفار وكثرةالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجوع إلى الله بالتوبة والإنابة.
العاقل من يضع قارباً يعبر به النهر.. بدلاً من أن يبني جدران حول نفسه تحميه من فيضانه.
أحبتي في الله :ها أنا أسوق لكم نبذة من ترجمة العلامة الشيخ الإمام أبوا الفضل القاضي عياض بن موسى بن عياض اليحصوبي.
ورغبتي في هاذه المبادرة المباركة بعد الدعاء بالخير والنجاج والفضل العميم ورفع الوباء عن العالمين أجمعين أن أقف موقف المدافعين عن كلام الله –عز وجل – لكي أسهم بجانب متواضع يخدم الدفاع عن كتاب الله –عز وجل – سيرا على نهج أساتذتي سلفا وخلفا؛ هذا بالإضافة إلى إبزاز دفاع العلماء الذين لم يألوا جهدا إلا بذلوه في هذا المضمار. لكل هذه الدوافع مستعينا بالله العلي العظيم وقع إختياري على موضوعي هذا:
“تسليط الضوء على قراءة كتاب الشفا، لرفع الوباء عن أمةالحبيب المصطفى”.
وسأوافيكم إن شاء الله تعالى بكتابة ونشر نبذة من ترجمة صاحب كتاب “الشفا بتعريف حقوق المصطفى” للعلامة الشيخ الإمام أبو الفضل القاضي عياض بن موسى بن عياض اليحصوبي. وذالك في الحلقات القادمة إن شاء الله تعالى.
سائلين الله سبحانه أي يجعلنا وإياكم والمسلمين أجمعين( من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب.)صدق الله العظيم.
اللهم انصر سلطاننا واختم بالإصلاحات أعمالنا وبالسعادة آجالنا وبلغنا مما يرضيك آمالنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
والحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض