ثقافة

تجليات السيرة النبوية في الشعر الملحون – الحلقة العاشرة

د. منير البصكري الفيلالي / أسفي

من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اشتغل بالتجارة وذهب إلى بلاد اليمن والشام. فقد سافر إلى الشام للتجارة أكثر من مرة ، كما ذهب به عمه أبو طالب إلى بصرى وهو في الثانية عشرة من عمره .. وهناك لمح فيه راهب اسمه ( بحيرا) علامات النبوة بعد أن سأله عن أمور في نومه ويقظته ، ورأى في بدنه علامات النبوة على ما جاء في كتب النصارى. وقد سافر عليه الصلاة والسلام إلى الشام وهو في الخامسة والعشرين مع   “ميسرة ” غلام السيدة خديجة ، فربحت التجارة ، وأخبر راهب اسمه ” نسطور ” الرسول بأمه سيكون نبيا . وهكذا اتسعت معرفته وتجربته صلى الله عليه وسلم بما شاهد من أحوال بلاد الشام وطرق التعامل وأخلاق الناس ومظاهر الحياة في البيئة ، كما وقف صلى الله عليه وسلم على أساليب الناس في البيع والشراء ، مما كان له أعظم الأثر في التشريعات بعد الرسالة .
وفي هذا الإطار يقول شاعر الملحون الشيخ أحمد سهوم :
وبغا عمه يحد الفقر ومحونــــــــه         وراد يسافر ويتاجر لكني
لحبيب ارجى يسافر معه في عونه       لانه صبار جاد وما متوني
وشفق عنه من السفر ومن شجونه         وبغا يتنيه في العزم ليس منثنــي
وعزم يديه ياك تنزاح غبـــونـــــه          ويعود من الاسفار للدهر مونـي
وستعدوا اليوم الخروج يكوــــــنوا          للرحلة واجدين وفرح مالكنــي
وسقوا سلعة تروق الحضر ومدونه         وابقاوا ايعاينوا سفرهم المدنــي
ورجال الكافلة وكل شحونــــــــــه          اتلموا في نهار الخروج المضني
ومعهم من دكر اسمه يسعدني

كان عقله متنور والفـــآد يقضــــان            في عام ثاني في عقد من الاعوام ثاني
كان فكره واعي لكن كان ضمــآن             لكل معرفة هـذه غــايــة الأمانــــــــي        حين بلغوا للبصرة كل صاعب هوان          وكل واحد في رحلته للثمار جانــــــي
وكان في البصرة نصراني رهيب دهقان          أسمه بحيرة يا من صغى اوزانـــــــي
شاف محمد وافهى فيه صار ولهان            قال ليهم حصنوه بغاية الحصانـــــــــي       اكتشف النبوة ولقى لها البرهــــان              في طلعة وجه محبوب قلوبنا السانـــــي      وحيث وصلوا للشام وقابله البنيان             وشاف في الطايف الرياض والجنانـــــي       شاهد ثياب الناس الزاهيين الالوان           عاد عرف قسوة الصحرة من الليانـــــــي
وقد أدى اشتغاله بالتجارة ، وما عرف عنه من الصدق والأمانة اللتين كانتا شعارا له منذ نعومة أظفاره ، إلى معرفته بالسيدة خديجة بنت خويلد ، وهي سيدة شريفة موسرة ، فأنفذته في تجارة لها إلى الشام ، فربحت تجارتها ضعف ما كانت تربح من قبل . فضاعفت له الأجر وارتضته زوجا لها وهو في الخامسة والعشرين ، وكانت أرملة في الأربعين . وعن ظروف زواجه صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة بنت خويلد ، يقول الشيخ أحمد سهوم :
كايقول الإعلان آمن صغى بتبيان      من بغا يتاجر بيجارته يداني
لبنت خويلد خديجة ينال بكران         في رحلة صيف أمن غرده يصير غاني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض