
تجليات السيرة النبوية في الشعر الملحون – الحلقة الرابعة عشر
د. منير البصكري الفيلالي / أسفي
ظهرت شمائل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ، نذكر من ذلك ابتعاده من أول نشأته عن الأوثان وقرابينها ، وكل ملاهي السوء التي كان أهل الجاهلية يلهون بها . إضافة إلى صدقه صلى الله عليه وسلم . فقد شهد له بالصدق أحباؤه وأعداؤه .. إلى جانب ذلك ، نذكر أمانته صلى الله عليه وسلم ، فقد كان لقبه في الجاهلية ” الأمين ” وكانوا يستحفظونه أماناتهم ويودعونه ودائعهم . وهكذا يتجلى أن الصادق الأمين ، كان من أول نشأته على استعداد خلقي ، لأن يكرمه الله برسالته .
ولما تقاربت سنه صلى الله عليه وسلم الأربعين ، حبب إليه الخلاء ، فكان يذهب إلى غار حراء في جبل النور ، فيقيم فيه شهر رمضان ، يقضي وقته في العبادة والتفكير فيما حوله من مشاهد الكون ، وفيما وراءها من قدرة مبدعه وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك المهلهلة ، وتصوراتها الواهية .
يقول الشيخ أحمد سهوم في هذا الصدد :
كان ينسى ما كلته لو يكون جوعـــان ويسترسل فــي التأمـل كايعـانــــــــي
اعلاش قومه عبدوا الاصنام والأوتان وكيف حتى عبدوا الاصنام والاوثاني
وهاد الاصنام احجر دا الصم وصفوان ما نفعت ولا ضرت ساير الازمانــي
وكيف حتى عبدوهم قوم هذا الاوطان اب عن جد اجميع ارجال ونسوانـــي
وكيف كل اقبيلة ليها صنم محصـــــان وكيف ما عبدوا واحد ما يليه ثانــــي
..
ربهم واحد لكني اعلاش خصمـــــان مباهيين في ساير الاحيان بالادياني
بعضهم قايل عيسى ولد رب الاكوان وبعضهم قايل موسى آ شدا اشطاني
ها كدا كا يبقى حتى ينــام لهفــــــان على الحق وحين ايوجده يصير هاني ما اطمأن بقلبه لا لدوك الاوثـــــان ولا لدين نصارى ويهود كايداني ..
وكان اختياره صلى الله عليه وسلم لهذه العزلة طرفا من تدبير الله له وليعده لما ينتظره من الأمر العظيم . بعد ذلك ، شاء الله تعالى أن يفيض من رحمته على أهل الأرض ، فأكرمه بالنبوة ، وأنزل إليه جبريل بآيات من القرآن الكريم ” اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم .. ”
وحين راد المولى معبودنا الديان في يده صحيفة ويقول باللساني
اقرا وجاوب نبنا والعقيل ولهان ما قريت وضمه ضمة وقال ثاني
قال اقرا قال آش نقرا بتمعان قال اقرا والسورة في وسط البياني
و يقول الشيخ ادريس بن علي السناني
مهما بلغ شده اوحى عليه وأمره الواحد
نصره الله وانصر بلده واقهر به كل امعان
الي كذبوه وجحدوا يادن لهم في كل امشاهد