ثقافة

صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة العاشرة

 إعداد : الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي

عرفت فترة الحماية بروز عدة أسماء لرجالات، سطرت أعمالهم بالبند العريض، تاريخ أسفي.وساهموا بشكل كبير في التحرير ومناهضة الاستعمار…
ونذكر منهم:
ـ الفقيه إدريس بناصر بن الحاج بناصر بن محمد بن المحجوب ابن الطيب الغالي من مواليد مدينة أسفي عام 1887، عمت شهرته بالمدينة وأنحائها خاصة وأنه كا عضوا فعالا دخل الحركة السلفية التحريرية، مناهضا جريئا لاستبداد الاستعمار. ومعلوم أن الفقيه بناصر كغيره من رجالات أسفي، اكتوى بنار الاستعمار، وبأعنف المآسي الإنسانية التي ارتكبها بعض الهمجة من المستعمرين للبلاد؛ مما فجر فيه أحاسيس الغيظ والتوتب على الاستعمار.. وفي الوقت ذاته، لمس وأحس بنار فوارة مدمدمة من مشاعر الغضب، غضب سكان مدينة أسفي، فأعلنوا المقاومة الشعبية لرد العدوان والجهاد المقدس والاستبسال فيه، أملا في إزالة هذه القتامة والكارثة التي حلت بالبلاد، وجاء التجاوب في شكل تنظيم محكم لمواجهة المستعمر الغاشم.
وإلى جانب نضاله الوطني ضد الاحتلال الفرنسي. اشتغل محررا للعقود “عدل” انتقل منها إلى نيابة القضاء.. كما اشتغل بالتدريس ، حيث تتلمذ على يده نخبة من شبان المدينة، حتى صارت مجالسه العلمية تفيض بطلبة العلم بشكل منقطع النظير. مما أكسبه شهرة فائقة ومكانة مرموقة، مما دفع الوشاة إلى الإيقاع به رغم ما كان يمتاز به من حجج قاطعة وبراهين دامغة. فقد اتهموه بإهانة الأولياء والصلحاء، كما لفقوا له تهمة تزوير الرسوم، فقدم للمحاكمة بسبب هذه التهم الزائفة.
ولقد ظل الفقيه إدريس بناصر وفيا لمبادئه الوطنية رغم التهديد والوعيد، ورغم جو الإرهاب الشديد الذي فرضه نظام الاحتلال الفرنسي، كما فضل- رحمه الله – الاستماتة من أجل المبدأ النبيل والقيم الوطنية الصادقة. إلى أن وافاه أجله المحتوم سنة 1951.
من جملة كتاباته، “الأدلة المقنعة في من حرم قراءة القرآن جماعة يوم الجمعة”، وهذا الكتاب من الحجم المتوسط، يقع في مائة وإحدى عشر صفحة، قسمه صاحبه إلى عدة أبواب جاءت غنية بالفوائد التي تبرز فضل القرآن الكريم ومشروعية قراءته في المساجد والجهر به، وغير ذلك…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة + 8 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض