ثقافة

القصيدة المولدية في الشعر الملحون -الحلقة الثامنة

إعداد : الدكتور منير البصكري الفيـــلالــي / أسفـــي

 

كان النبي صلى الله عليه وسلم سيدا بإمامته وبنسبه وبسلطانه، وسيدا بالتفاف القلوب حوله ، كما كان سيدا بسيادته على سره وعلانيته ، على رأيه وهواه . فليس في سجل المودة الإنسانية أجمل ولا أكرم من حبه وحنانه وعطفه وبروره . كل هذه الصفات الفاضلة ، كانت نبعا فياضا لشاعر الملحون المغربي . ومن ثمة ، كان حبه للرسول صلى الله عليه وسلم مناجاة ومطاوعة لميل الضمير والوجدان على السواء  للفناء في الحب الصادق للرسول الكريم . فحبه عند الشاعر صالح بن محمد قد هز أشجانه وحرك عقله ، فأصبح ولوعا به .. يقول :

حب الحبيب في ذاتي            خلخل أصيار عقلي متولع به

وعند الشاعر ابن دحمان ، فإن حب الرسول قد استقر في أكنانه ، وأشعل نيران غرامه .. يبيت طول الليل يذكر هواه ،ويتملى رسمه . فقد حيره حب الرسول الحبيب ، فبكى وشكا جراح ذلك الحب ، وتمنى رؤية عين الوجود ، صاحب الطلعة البهية ، أبي فاطمة الزهراء ، المصطفى العدنان ، من لم يحبه ، ما ذاق طعم الهوى ولا غنم ، ولا انتشى بنشوة الحب الشريف . يقول الشاعر :

          مير الغرام فاكنانــي                رصا أولا اشفق مني يا مكــــواه

         تكب اجمر نيرانـــي                 نشكي أعلى من اكوا مثل بالظاه

         حب الحبيب مضاني                محمد المفضل رسول اللــــــــــــه

                               حب الحبيب بيد بيــــــا

                               منو أفجمريمكديــــــا

وبالنسبة للشاعر لمشيكر ، فإن حب الرسول صلى الله عليه وسلم ، سكن مهجته وملك عليه عقله .. وإلى ذلك يشير بقوله :

حب ساكن لمهـــاج                   مــــــــالك عقلــــي أهــــــاج

             محمد مول المعراج                   حــــالتــي طـــــاهجــــــــــا

وهو نفس ما نجده عند الشاعر الشيكر ، فحبه للرسول الكريم سار في مهجته حتى فارق النوم جفونه ، وغدا الدمع هطالا ، لا يقوى على حبسه لشدة هيامه بالرسول صلى اللعليه وسلم . يقول :

       نمدح من فاز بانبهــا              كفانــــــي به ربنا غصني حيـــــــــــاه

      هيا عشاق زين طـــه              صلـــــوا اسلمو أعلى رسول اللـــــــه

      حب المختار يا خواني            ســـــار في مهجت سرب الجريـــــــال

      نسعى ونقول يا الغني            كمل ظنــــي نشهد البدر الفتــــــــــــــان

      فامديح يلتغى السانـي             صهر ما رمت ـــنوم بالدمع الهتـــــــان

      وادواح بدق أسقاهـــا             واشربت أكيوس من اخمرت اكمال هواه

وعلى المنوال نفسه ، نجد عند الشاعر الحاج الصديق الأسفي ، أن حب المصطفى الكريم هز فؤاده وملك عقله ، فلم يدر ما يفعل .. يقول :

حب المصطفى هز مير أكناني      باهـــــواه سرت أنـــــداد

           أملك عقلي حيرني زهوا لتماد       روع قلبي راحت الجساد

أما الشاعر بلحاج ، فلا يخفي عشقه وتعلقه بالنبي ، ويمني نفسه  عسى أن يراه كل عام ليتمتع ببهائه ويظفر بلقائه .. يقول :

عشقي فالحبيب أتجــــدد              بصري أبغيت يتمتع في ملقــاه

         صهران في ادياج أننشد              لو صبت كل عام أنزكي فابهاه

        سعدات من اغدا لو سكد               يضفر بنيت والمظنون أوفـــــاه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد + 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض