
جماعة سيدي مبارك: تكرار نفس الوجوه السياسية يفاقم العزلة ويغيّب التنمية.
عبدالرحيم لحبابي
تعيش دواوير جماعة سيدي مبارك بإقليم سيدي افني على وقع تهميش مزمن يتجسد في غياب الانارة العمومية وسوء حالة الطرقات، في وقت ما تزال الساكنة تنتظر التفاتة تنموية تعيد لها بعضا من حقها في العيش الكريم.
ومع اقتراب انتهاء الولاية الجماعية الحالية، لم يظهر في الافق اي مشروع تنموي حقيقي يمكن ان يشكل حصيلة تذكر، وهو ما عمق شعور المواطنين بالخيبة والاقصاء. والادهي من ذلك ان نفس الوجوه السياسية التي تعاقبت على تسيير الشان المحلي منذ سنوات طويلة، ما تزال تعيد انتاج نفس الممارسات القائمة على المحاباة والتمييز بين الدواوير، مما يجعل منطق الولاءات يطغى على اي رؤية تنموية حقيقية.
لقد اصبح مجرد الحصول على مصباح للانارة العمومية مطلبا صعب المنال في دواوير ايت علي، وكأن الامر انجاز استثنائي يتطلب وساطات ومعارف اكثر مما يتطلب ارادة سياسية. فالمصباح الذي لا يكلف سوى القليل تحول الى حلم ليلي يراود الساكنة، فكيف يمكن اذنه الحديث عن مشاريع كبرى او عن تنمية حقيقية؟ واذا كان المجلس عاجزاً عن تحقيق هذا الحد الادنى من المطالب، فما بالك بالطرقات المتدهورة او بالانقطاعات المتكررة للماء التي تضيف معاناة يومية جديدة للساكنة؟
وفي المقابل، استفادت بعض المداشر الموالية للاعضاء والرئيس من انارة وربط بالطرقات، بينما تركت دواوير ايت علي على الهامش، وكأنها غير معنية بالتنمية. وضع جعل سكان هذه الدواوير يعيشون في عزلة تامة، ويواجهون صعوبات كبيرة في التنقل، ويصطدمون بالظلام الدامس ليلا، مع انقطاعات الماء المتكررة التي تزيد من وطأة الحياة اليومية.
واذا كانت جماعة سيدي مبارك تدار من طرف حزب يقود الحكومة، فان السؤال المشروع يفرض نفسه بالحاح: اين يكمن الخلل؟ وكيف يعقل ان تظل جماعة باكملها اسيرة العزلة والتهميش، في وقت تتحدث فيه البرامج الرسمية عن العدالة المجالية ومحاربة الفوارق؟
امام هذا الوضع، لم تجد الساكنة سوى الاستنجاد بعامل الاقليم وبالجهة للتدخل العاجل من اجل انصافهم، بعدما فقدوا الثقة في مجلس يعتبرونه غائبا عن همومهم اليومية. كما يؤكدون ان غياب التواصل، وتكرار نفس الوجوه، وعدم القدرة على تقديم حصيلة ملموسة، كلها عوامل زادت من الفجوة بين الساكنة وممثليها المنتخبين.
ويبقى السؤال مفتوحا: هل ستظل دواوير جماعة سيدي مبارك اسيرة واقع التهميش والاقصاء، ام ان ساعة التغيير ستأتي لتضع حدا لزمن الوعود الفارغة وتعيد الاعتبار لساكنة طال انتظارها؟