
في خطر “الشعبوية الدينية”…
الدكتور محمد التهامي الحراق
هناك خطر داهم يتوسع شيئا فشيئا يمس الخطاب الديني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويكاد يكون أخطر وأفظع وأفدح من الخطاب اللاديني، وهو ما يمكن تسميته ب”الشعبوية الدينية”؛ يمثلها أناس يتحدثون في القرآن الكريم والحديث النبوي والمعارف الدينية، دونما تكوين لا في علوم اللغة العربية ولا في علوم الثقافة الإسلامية بمختلف فروعها من علوم قرآن وعلوم حديث وفقه وأصول وكلام وتصوف وفلسفة… وهذه الشعبوية تنتحل تارة اسم “السلف”، وتارة اسم “التجديد”؛ فيما يعتبر العلم والعلماء أبرز أعدائها. يكفي إتقان بعض تقنيات التضليل والشعبذة سواء عبر الصورة أو المعجم أو تقنيات التواصل على المنصات الاجتماعية…..ليتم الإيقاع، عبر التسطيح ودغدغة المشاعر واستنفار العاطفة الدينية أو الميل إلى التهكم والفكاهة، أو رفع شعار التحرر من قيود تقليد القدماء..؛ أقول ليتم الإيقاع بالناس في شرك الاتباعية الخانعة والإمعية العمياء. لذا، يلزم أهلَ العلم، المؤهلين للحديث العلمي في الشأن والقادرين على التجديد والاجتهاد فيه، أن يضاعفوا من حضورهم الفعال، ويرفعوا أصواتهم العلمية الرصينة، ويجددوا من تقنيات تواصلهم، طلبا للإسهام الخصيب في تسديد هذه الانحرافات ذات الآثار الوخيمة على أمننا الروحي في المديين المتوسط والبعيد.