ثقافة

صدى نساء أسفي في التاريخ -الحلقة 7

إعداد : د. منير البصكري الفيلالي

أَمَّا العَصْرُ العَلَوِي فَقَد أَطْنَبَ الأُسْتَاذُ فِي تَرَاجِمِ نِسَائِهِ الفَقِيدَاتِ منْهُنَّ وَاللائِي لاَ زلْنَ فِي دَائِرَةِ الوُجُودِ وَقَد احْتَوَت تَرَاجُمَ نِسَاءِ هَذَا العَصْر عَلَى أَكْثَرِ مِنْ ثُلُثِ الكِتَابِ وَحَدِيثُ الأُسْتَاذِ عَن نِسَاءِ هَذَا العَصْرِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ فِيهِ عَدَدٌ مِنْ نَابِغَاتِ النِّسَاءِ خَدَمْنَ الهَيْأَةَ الاِجْتِمَاعِيَّةَ بِحَسَبِ الإِمْكَانِ مِنْ عِلْمٍ وَأَدَبٍ وَسِيَاسَةٍ وَرَأْيٍ وَخَيْرٍ وَفَلاَحٍ، كَالأَمِيرَةِ خَنَّاثَة بِنْت بَكَّار المغافِيري وَزَوْجَة المولَى إِسماعيل التِي كَانَتْ لَهَا مَكَانَتُهَا العَائِلِيَّة وَالدِّينِية وَالسِّيَاسية وَالتِي رَحَلَتْ إِلَى الشَّرْقِ فَاسْتَحَقَّت بِعَطْفِهَا وَإِحْسَانِهَا وَسَخَائِهَا إِعْجَابَ الشَّرْقِّيينَ وَمَدْحَ الشُّعَرَاءِ، وَالعَالمَةُ الفَقِيهَة السَّيدَة الزَّهْرَاء الفَاسِية التِي أَخَذَتْ عَنْ زَوْجِهَا بِالإِجَازَةِ جَمِيعَ مَا كَانَ لَهُ مِنَ المَرْوِيَاتِ وَالمَعْلُومَاتِ، وَكَغَيْرِهَا مِنَ النِّسَاءِ القَارِئَاتِ وَالفَقِيهَاتِ وَالأَدِيبَاتِ اللائِي عَدَّدَ المُؤَلِفُ الفَقِيدُ تَرَاجِمَهُنَّ وَبَيَّنَ أُسَرَهُنَّ وَمَكَانَتَهُنَّ وَوَفَيَاتِهِنَّ وَمَا أَدَّيْنَهُ مِنَ الأَعْمَالِ الجَلِيلَةِ وَالأطْوَارِ التِي مَرَّتْ عَلَيْهِنَّ مَلِيئَةً بِالعِلْمِ وَالعِرْفَانِ تَرْفَعُ قَدْرَهُنَّ وَتُعْلِي مَكَانَتَهُنَّ فِي العَالَمِ النسْوِي فِي الشَّرْقِ وَالغَرْبِ .. ” انتهى كلام الأستاذ محمد داود الحمداوي .
الحقيقة أن عدم الإشارة إلى أسماء نساء مدينة أسفي في هذا الكتاب ، يمكن اعتباره

   حيفا في حق الكثير من نساء بيوتات أسفي اللواتي عملن جنبا إلى جنب مع رجالاتها في السراء والضراء ، ولولاهن ما كان لأولئك الرجال من مكانة مرموقة حصلوا عليها بفضل ما كان لنسائهم من عطاء وبذل وصبر وتضحية . وهكذا اقتصر حديثه فقط عن بعض النساء ممن كانت لهن مكانة في مجال العبادة والنسك أو لقربهن من أهل الولاية والصلاح ، فترجم لبعضهن على حد ما ورد في كتابالجواهر الصفية في تاريخ الديار الأسفية، وهو الجزء الثاني من تاريخأسفي وما إليه قديما وحديثا ” .. فذكر :
ـ السيدة رزيكة : (ص.97) إحدى النساء المتبرك بهن . يقال : إنها كانت من إماء الشيخ أبي محمد صالح والله اعلم ..
ـ السيدة شتية : (ص.99) المتبرك بها ، يقال : إنها من آل الشيخ أبي محمد صالح، تجردت مما يربطها بالحياة الدنيا وملذاتها، لتنتقل الى عالم تنشد فيه ما يقربها من الله تعالى عن طريق التطهر من أدران الحياة السابقة، فلبست الخشن واعتكفت  طيلة النهار ببيتها الى أن وافاها أجلها         

يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

14 − واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض