أخبار دولية
أقوى من سم الأفعى، ولا ترياق لها.. هذه هي المادة التي حاولوا اغتيال ترامب بواسطتها
كمال اشكيكة
تداولت تقارير صحفية أمريكية نهاية الأسبوع الماضي، أن الأمن الرئاسي الأمريكي قد قام باعتراض رسالة كانت موجهة إلى ترامب، تحمل مادة الريسين السامة. وأكدت نفس المصادر أن الأمن الرئاسي يقوم دائما بفحص الطرود الموجهة للبيت الأبيض، والكشف عن احتمال وجود مواد سامة بها. فماهي هذه المادة، ما مصدرها، وما تأثيرها على الإنسان؟
مادة الريسين هي مادة كيميائية سامة، يتم استخراجها من بذور الخروع، لكن لا يعد الريسين عنصرا أو مركبا كيميائيا بسيطا، بل هو “بروتين” نباتي مركب شديد التعقيد، ويتم استخراجه مخبريا، إلا أن كمية منه بقدر حبة رمل تستطيع قتل شخص بالغ، حيث يمكن أن يتم تسميم الإنسان به عن طريق الحقن، أو الإستنشاق أو اللمس… ويصاب المتعرض له بالغثيان والقيء ونزيفا داخليا في المعدة والأمعاء، يليه فشل في الكبد والطحال والكلي وفي النهاية مما يؤدي إلى الموت بانهيار الدورة الدموية، وذلك خلال 36 إلى 72 ساعة الموالية للتعرض له.
والخطير في مادة الريسين أن لا ترياق معروف لها، وتعتبر أكثر خطورة من سم أفعى الكبرى. وليست هذه هي المرة الأولى التي استعملت فيها مادة الريسين لمحاولة إغتيال رؤساء ومسؤولين في العالم، حيث تم أكثر من مرة، ارسال طرود تحتوي على بروتين الريسين للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ففي سنة 2014 حكم على مواطن أمريكي بالسجن لمدة 25 عاماً، وذلك بعد اعترافه بإرسال رسائل تحتوي على المادة القاتلة إلى أوباما، وإلى سناتور أمريكي، وأحد القضاة. وفي نفس السنة، حكم على ممثل من ولاية تكساس بالسجن 18 عاما بتهمة إرسال رسائل بريدية تحتوي على مادة الريسين إلى أوباما ورئيس بلدية نيويورك. وفي سنة 2018 تم توجيه اتهام لمواطن أمريكي بإرسال رسائل بريدية تحتوي على غاز الريسين إلى البيت الأبيض والبانتاغون، حيث اعترف المواطن نفسه فيما بعد أنه أرسل أيضا طرودا مشابهة لكل من الرئيس الروسي وملكة بريطانية. وفي نفس السنة (2018) تم في مدينة كولونيا الألمانيا العثور على كمية من مادة الريسين بحوزة إرهابي من أصول تونسية، تكفي لقتل 27 ألف شخص، حيث توبع المتهم وزوجته بتهمة الإعداد لهجوم بواسطة سلاح بيولوجي، وحكم عليهما بالسجن ل 15 عاما.