“حملة لا للنساء في المدرجات ” تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض
عبدالرحيم لحبابي
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب خلال هذا الأسبوع انتشارًا واسعًا لحملة إلكترونية تحمل هاشتاغ “لا للنساء في المدرجات / شد ختك فالدار”. تدعو هذه الحملة بشكل صريح إلى منع النساء من حضور مباريات كرة القدم، والاستمتاع بهذه الرياضة التي تحظى بشعبية كبيرة على مستوى العالم.
تباينت ردود فعل المغاربة إزاء هذه الحملة؛ فبينما أيّدها البعض، رفضها آخرون بشدة.حيث يرى المؤيدون أن الحملة تهدف إلى حماية النساء من المخاطر المحتملة في الملاعب، خاصة في ظل الأحداث الأخيرة. في المقابل، يعتبر المعارضون أنها تعكس استغلالًا للسلطة الذكورية الممنوحة للرجل في الثقافة الشعبية المغربية المحافظة، حيث يُسمح له باتخاذ القرارات نيابة عن المرأة، التي تُنظر إليها كـ”أخت، زوجة، أم، صديقة” وليس كفرد مستقل بذاته.
جاء إطلاق هذا الهاشتاغ بعد أيام قليلة من حادثة طنجة التي هزت الرأي العام الوطني، حيث تعرضت شابة للاعتداء والتحرش والتعري في الشارع العام من قبل مجموعة من الأشخاص. أثارت هذه الواقعة استياءً واسعًا، وسلطت الضوء على قضايا الأمن والسلامة في الأماكن العامة، ما دفع البعض إلى الدعوة لمنع النساء من حضور المباريات كإجراء احترازي.
انتشرت الحملة بسرعة عبر العديد من الصفحات والمجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار نقاشًا مهما بين المستخدمين. رأى البعض أن الحملة تمثل تمييزًا وعنفًا ضد النساء، وتعد انتهاكًا لحقوقهن في المشاركة في الفضاءات العامة. بينما اعتبر آخرون أنها وسيلة لـ”حماية النساء من الاعتداءات الجنسية والتحرش”، في ظل ما وصفوه بـ”انفلاتات أمنية” تشهدها بعض الملاعب.
أحد النشطاء الداعمين للحملة علّق قائلاً: “هذه فرصة للحد من الاختلاط، وأنا أشجع كل ما يمكن أن يقيد حرية المرأة للحفاظ على سلامتها”. في المقابل، تساءل آخرون: “بأي حق تُمنع النساء من ولوج الفضاءات العمومية؟ هذا تراجع عن المكتسبات الحقوقية وتكريس للوصاية على المرأة”.
تأتي هذه الحملة في سياق اجتماعي يستدعي نقاشًا جديًا حول دور المرأة في الفضاءات العامة وحقوقها الأساسية. ومع استمرار الجدل، يبقى السؤال مطروحًا حول السبل المثلى لتطوير الوعي داخل المجتمع والمساواة بين الجنسين، وضمان سلامة وأمان الجميع في الأماكن العامة دون اللجوء إلى حلول تميز بعضهم.
