ماذا لو انسحب المغرب من “الشان”

محمد التويجر

رغم أن جامعة كرة القدم تتفاعل مع فيروس كورونا بمنطق التنقيط، فإن كل المؤشرات تسير في اتجاه إلغاء مشاركة المنتخب المغربي للاعبين المحليين في القاريات التي تفتتح بالكامرون في 4 أبريل القادم، انسجاما والتعبئة الشاملة التي تشهدها المملكة على غرار باقي دول المعمور لمحاصرة هذا الوباء ومنعه من الانتشار .
لا تهمنا كلفة قرار الانسحاب وتبعاته…فسلامة البشر فوق كل اعتبار. ولن نكون أول من يقدم على خطوة مماثلة. فقد سبقتنا إلى ذلك رواندا، وقبلها رفضت تونس ومصر المشاركة ، حتى قبل أن يبرز هذا الضيف الثقيل الذي شغل العالم أجمع، وفرض نفسه على بلدانه قاطبة ، غير مميز بين غنيها وفقيرها، بدعوى أن التظاهرة ليست ذات قيمة تذكر .
نتفهم أن فوزي لقجع رئيس الجامعة في موقف دقيق وحساس. فالمسكين موزع التفكير بين قرار سيادي مغربي يمنع التجمعات والمشاركة فيها داخليا وخارجيا، وبين الواجب الأخلاقي الذي يفرضه منصبه نائبا لرئيس الاتحاد الإفريقي للعبة، الملغاشي أحمد أحمد ، الساعي إلى إرضاء الكامرون وسلطاتها بأي ثمن، للتكفير على “جرم” سحب شرف تنظيم “كان” 2019 منها لغياب ضمانات إنجاح التظاهرة الأرقى قاريا ، وتحويل وجهتها إلى أرض الكنانة مصر.
ومع ذلك، سيكون قرار الانسحاب بسبب الفيروس القاتل المصنف في خانة “القوة القاهرة” صائبا إلى أبعد حد، إذا ما اتخذ. وأعتقد أن تعميمه عبر بلاغ، بعدما تم إلغاء اجتماع هذا الإثنين بشكل مفاجيء مسألة وقت، ليس إلا.
بكل تأكيد أن الكاف ستخضع مضطرة إلى هذا “الغول” الذي زعزع كيانات ودولا واتحادات أكثر قوة، ودفعها إلى إعادة النظر في قراراتها وأجنداتها، تأسيسا على جدية الأمر ونوايا الانسحاب التي تختمر بدواخل مسؤولي الاتحادات الوطنية المؤهلة، وكذا ما رصدته اللجنة الطبية التي أوفدها الاتحاد القاري إلى بلاد “روجي ميلا” من اختلالات تنظيمية وطبية، ستحول “الشان” بؤرة خطيرة لحصد الكثير من الأرواح، بدل أن يكون عرسا كرويا يمنح الفرجة والسعادة لعشاق المستديرة الذي سيتابعون أطواره مباشرة بالمدن الثلاثة : ياوندي ودوالا وليمبي ، أو عبر وسائل الإعلام بمختلف أطيافها.
يذهب “شان” ويأتي آخر، لكن سلامة الأوطان ومنتسبيها لا تقدر بثمن ….
N’est ce pas frére ??