
الإنتخابات الرئاسية الأمريكية: أصوات غالبية المواطنين لا يعني الفوز بكرسي الرئاسة
سارة أمغار
تعتبر الإنتخابات الرئاسية الأمريكية واحدة من أهم التظاهرات الديمقراطية التي تميز سنة 2020، و ككل أربع سنوات توجه أنظار العالم أجمع الى الولايات المتحدة الأمريكية قصد متابعة الحملات الإنتخابية للمرشحين.
و يُلَاحَظُ غالبا لدى العموم مدى تعقيد العملية الإنتخابية الأمريكية، مما يدفعهم الى طرح مجموعة من الأسئلة من بينها:
متى تتم الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية؟
تجرى الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية كل أربع سنوات و بالظبط يوم الثلاثاء الأول من شهر نونبر أي ما يوافق يوم 3 نونبر من هذه السنة. في المقابل الحملات الإنتخابية تبدأ 18 شهرا على الأقل قبل موعد الإنتخابات النهائية، و يحاول من خلالها المرشحون الفوز بترشيح الحزب.
ما هي الشروط التي يجب توفرها في المرشح الرئاسي ؟
ينص الدستور الأمريكي على وجوب ولادة المرشح للإنتخابات الرئاسية على الأراضي الأمريكية إضافة الى إقامته فيها مدة لا تقل عن 14 سنة ،و أن لا يقل سنه عن 35 سنة.
غالبا ما يكون المرشح الرئاسي قد شغل مناصب سياسية أخرى في البلاد مثل حكم ولايات أو كونه عضوا في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ. و ذلك إضافة إلى انتمائه لواحد من الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة الأمريكية ؛ الحزب الجمهوري أو ما يسمى أيضا بالحزب القديم العظيم و قد تأسس سنة 1854 و يتبنى توجه المحافظة الأمريكية و منافسه الحزب الديمقراطي و هو حزب ليبيرالي تأسس .سنة 1792
كيف يتم اختيار المرشحين الرئاسيين داخل الأحزاب السياسية ؟
يتم اختيار المرشح للإنتخابات الرئاسية داخل الأحزاب السياسية عبر مرحلتين:
المرحلة الأولى : يشكل الراغب في الترشح لجنة استكشافية لحشد التأييد بين أنصاره في الحزب، وللحصول على ضمانات من المانحين بتقديم الدعم المالي الكافي لحملته الانتخابية. وفي حالة تحقق ذلك فإنه يعلن رسميا عن نيته في الترشح مما يوفر له تغطية اعلامية ترفع من حظوظه على المستوى الوطني.
المرحلة الثانية: و هي مرحلة الإنتخابات التمهيدية أو ما يسمى أيضا بالتصفية، و فيها يتم اختيار المرشح الذي سيمثل الحزب في الإنتخابات الرئاسية أمام باقي الأحزاب السياسية.
في هذه المرحلة يخوض المترشحون المنافسة ضد زملائهم من أعضاء نفس الحزب، حيث يحاولون الحصول على تأييد أكبر عدد من الولايات و بالتالي الفوز في المؤتمرات الحزبية.
هذا الفوز يعني تلقائيا الترشح الرسمي في الإنتخابات الرئاسية و الحصول على حق اختيار نائب الرئيس الذي سيخوض مع المرشح السباق الرئاسي إضافة إلى نيل دعم الحزب و أعضائه.
كيف يتم تحديد الفائز في الإنتخابات الرئاسية ؟
بعد الإنتخابات التمهيدية يبدأ فعليا السباق الإنتخابي و التنافس بين الأحزاب السياسية الأمريكية، حيث يسعى كل مرشح إلى الحصول على أصوات المجمع الإنتخابي و ذلك من خلال الحملات الإنتخابية و من أهم مراحلها المناظرات الرئاسية.
الفوز بأكبر عدد من الأصوات على المستوى الوطني لا يعني الفوز بالإنتخابات الأمريكية وهذا ما حدث فعليا سنة 2016 حيث أن هيلاري كلينتون و التي فازت بنحو ثلاثة ملايين صوت أكثر من ترامب، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى أنها حصلت على عدد كبير من الأصوات في ولايات ذات توجه ديمقراطي قوي مثل نيويورك وكاليفورنيا. إلا أنها هُزمت أمام منافسها في السباق على الترشح عند التصويت في المجمع الانتخابي بـ 304 أصوات لترامب مقابل 227 صوتا لها، لأنه فاز بعدة منافسات بهامش صغير في ولايات رئيسية.
يتم تقسيم أصوات المجمع الإنتخابي و المقدرة ب538 صوت، على مختلف الولايات الأمريكية و ذلك بناءا على عدد ممثليها في الكونغرس الأمريكي. و بالتالي فالناخبين يصوتون على مرشحهم الرئاسي على مستوى الولاية و ليس على المستوى الوطني، حيث أن الفائز بأغلبية الأصوات على مستوى الولاية يحصل على حصتها كاملة من أصوات المجمع الإنتخابي.
يفوز بالسباق الرئاسي المرشح الحاصل على أغلب أصوات المجمع الإنتخابي و هو على الأقل 270 صوت.