أخبار دولية

حلم جو بايدن في الكرسي الرئاسي بين مسيرة سياسية حافلة و زلات لسان متكررة

سارة امغار
رشح الحزب الديمقراطي جوزيف روبينيت بايدن و المعروف بإسم جو بايدن لخوض السباق الرئاسي و ذلك بعد فوزه بتصويت الأغلبية في المؤتمر الإنتخابي و الذي عقد استثناءا هذه السنة عن بعد بسبب جائحة كورونا.
و وجب التذكير بأن جو بايدن المولود في ولاية بنسلاڤيا الأمريكية سنة 1942 هو محامي و سياسي أمريكي متمرس، تخرج عام 1961 من أكاديمية أريشمير، ليلتحق بعد ذلك بجامعة نيوارك  حيث حصل على شهادةٍ جامعيةٍ مضاعفةٍ في التاريخ وعلم السياسة، ومن ثم بجامعة سيراكوس للقانون وفق منحةٍ دراسيةٍ نصفية ليتخرج منها بإجازة في المحاماة عام 1968، وانضم إلى السلك القضائي في 1969.
شغل بايدن عدة مناصب بارزة حيث ابتدأ مشواره السياسي بالانتخاب لمجلس مقاطعة نيو كاسل في عام 1970، ثم لمجلس الشيوخ في عام 1972 ليصبح سادس أصغر سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، و قد احتفظ بلقب السيناتور لأزيد من 30 سنة من خلال الانتخاب لست دورات متتالية، و ذلك قبل استقالته سنة 2009 ليعين كنائب للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
ترشحه للإنتخابات الرئاسية هذه السنة لم يكن الأول في مسيرته السياسية، فبسبب أزمة صحية توقفت حملته الإنتخابية سنة 1988. و في سنة 2008، تراجع عن ترشحه بسبب قوة منافسيه مما أضعف فرصه في الوصول الى الكرسي الرئاسي.
يعتبر جو بايدن واحدا من اللبيراليين المعتدلين و ذلك بسبب مواقفه و آراءه في مختلف القضايا التي تم طرحها أثناء شغله منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، ففي سنة 1991 كان معارضا لحرب الخليج، و في نفس الوقت داعما للتدخل في حرب البوسنة بين سنتي1994 و 1995 و مؤيدا لقصف صربيا سنة 1999، و لغزو أفغانستان عام 2001 و ايضا لشن حربٍ على العراق عام 2002. لكنه عارض إرسال المزيد من القوات إلى العراق عام 2007 باعتبار أنه كان قرارًا خاطئًا حينها.
و باعتباره رئيس اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ ساهم  جو بايدن بشكل كبير في صياغة مجموعة من التشريعات القانونية مثل “قانون بايدن للجريمة” و “قانون العنف ضد المرأة” سنة 1994، كما سخر ملايير الدولارات للخزينة الفدرالية من اجل التوصل للجرائم المبنية على الجنس.
المسيرة السياسية الطويلة التي يحظى بها جو بايدن و أيضا خبرته الكبيرة في مجال السياسة الخارجية تمثل واحدة من أكبر نقاط القوة التي تضاعف فرصه للوصول الى الكرسي الرئاسي. لكن هذا لا يمنع من وقوعه في المشاكل بسبب زلات لسانه المستمرة في لقاءاته، ففي مرة اتهم تركيا بأنها مسؤولة عن ظهور داعش، قبل أن يعتذر هاتفيًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، و في أخرى  حين سئل عن منافسه أوباما في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 2008  فوصفه ب”نظيف”، الأمر الذي اعتبره المراقبون آنذاك تعليقاً عنصرياً بالنظر إلى أن أوباما من أصول أفريقية. والعديد من زلات اللسان الأخرى و التي جعلت الأمريكيين يلقبونه برجل الهفوات.
و يبقى السؤال المطروح هل الحنكة السياسية التي يتميز بها جو بايدن ستشفع له لدى الناخبين و ستمكنه من الفوز على منافسه الرئيس دونالد ترامب بالكرسي الرئاسي رغم زلات لسانه المتكررة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض