تجليات السيرة النبوية في الشعر الملحون – الحلقة 21
د. منير البصكري الفيلالي / أسفي
تعرفنا سابقا إلى حادث الإسراء والمعراج التي كانت محطة انفراج واستراحة قلبية روحية من أعباء مرحلة الإيذاء وعنائها، وتزودا قلبيا ونفسيا وعقليا وبدنيا للإقلاع الحضاري والنهوض بالدعوة نحو مرحلة جديدة .. وقد قيض الله لرسوله الكريم أن تكون الأسس الأولى للمجتمع الإسلامي في المدينة المنورة التي هاجر إليها رسولنا الكريم بعد نحو ثلاثة عشر عاما من الجهاد والبلاء في مكة حيث كان الكفر والشرك يصد الناس عن سبيل الله من آمن ويبغيها عوجا.. وقبل أن يهاجر الرسول إلى المدينة، وقعت عدة أحداث يمكن اعتبارها الإرهاصات الأولى للهجرة، من ذلك، عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل، وبيعتا العقبة (الأولى والثانية).
ولعل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، لم تجئ عفوا، وإنما كانت لها أسباب ومقدمات لا يتسع المجال للتفصيل فيها من خلال هذه الحلقات..
لقد بالغت قريش في اضطهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزادهم تماديا في الاضطهاد ما وصل إلى علمهم من أن النبي صلى الله عليه وسلم يفكر هو وأتباعه القرشيون في الهجرة إلى المدينة .. إزاء هذه المعاملة الجديدة، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بالخروج إلى المدينة والهجرة إليها ليلحقوا بإخوانهم الأنصار.
بعد هذا، جاء أمر السماء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة. وفعلا، تمت الهجرة وكانت نعمة امتن الله بها على رسوله الكريم “وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك، ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين”. نعم، تمت الهجرة وكانت نصرا من الله لرسوله. يقول شاعر الملحون الشيخ أحمد سهوم رحمه الله:
وبعد أمر بالهجرة للأرض الجســــــان كــل من يفــر نقي مـن الادرانــــي
ابداوا يتسلوا واحد واحد ويثنـــــــــان امن أرض مكة للمدينة من الوهاني
وساقت اخبار الهجرة ديك روس لفتان وجمعت الري في مؤتمرها الجانــي
عن قتل نبنا بسيوف عشر شبــــــــــان من اشراف قبايل الاعراب والعياني
ولا يطيقوا يفديوا الثار آل عدــــــــنان ويرضاوا الدية ويدوب دالايمانــــي
قل لعنة الله على الجحــود لنتــــــــــان يا من اصغىسرة لحبيب في اوزاني
اتكاشف على ما ظفروا من ابدو لتمان وجاه لادن بالهجرة واضح لمعانــي ..
…
