سياسة

تدبير الشأن العام المحلي، بين المصداقية و المزايدات السياسية

عبد اللطيف أفلا

ألِف المتتبع للشأن المحلي منذ القديم، تأرجح كفتي ميزان تدبير الشأن العام، بين مخلص تحكمه المصداقية والأمانة بوطنية وضمير مهني، وبين مخادع تستميله المناصب لتحقيق غاياته الخاصة بفردانية متطرفة، او نصرة لشرذمة سياسية منافقة، تجر المواطن لوصفها بأقبح النعوت، فتسحب ثقته في بعض المنتخبين، ثم تُفقده الأمل في كل من حُمّل مسؤولية الوقوف على شؤونه المحلية.

وأَلِفَ المتتبع أيضا احتدام الصراع بين الكفتين مع اقتراب موسم الانتخابات.

دُنُوًّا من هذه الظاهرة السياسية، وفي عقر دارها حاور موقعنا الاخباري MCG24، أحد المسؤولين الذين عُرفوا بجديتهم وتفانيهم في تدبير قضايا الشأن العام المحلي، والذي لطالما صرخ وانتقد وثار ضد النفاق السياسي في جميع مداخلاته بمجلس جماعة الدار البيضاء، مما أحاط حوله خصوما على طريق البناء، خيانة لمصلحة الوطن والمواطن.

هو الأستاذ احمد مفتاح، عضو جماعة الدار البيضاء، ونائب رئيس مقاطعة عين الشق، والذي افتتحنا حديثنا معه بخصوص ما يتطلبه تدبير الشأن المحلي، فرد قائلا:

“تدبير قضايا الشأن العام المحلي تتطلب منا كمسؤولين، الجدية والتفاني في العمل، وإبعاد الحسابات والمزايدات السياسية الإنتخابية الضيقة عنها بجميع أنواعها، من أجل أداء واجب مسؤولية الأمانة الملقاة على عاتقنا، والمساهمة في إقامة العدالة التي يأمرنا بها الله سبحانه وتعالى، خالقنا وخالق الشأن الذي ندبره، حيث يقول الله سبحانه وتعالى،” إن الله يأمركم وأن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل”.

ووفاء بالعهد الذي يتمثل في القَسَم الذي نؤديه كلنا كمغاربة عند تقلدنا لمسؤولية من المسؤوليات، سواء القَسَم الذي نؤديه مباشرة أمام ولي أمرنا، ملِكُ البلاد حفظه الله، أم القسم الذي نؤديه تلقائيا، إيمانا واستجابة للشعار الذي نؤمن به، وهو شعار الله، الوطن، الملِك. “

وحول نقاط التقصير في أداء الأمانة الملقاة على عاتق المنتخب بمسؤولية سياسية ودينية، يقول السيد مفتاح:

 “.. من التقصير و اختراق الخطوط الحمراء، أن ينتهك السياسي حرمة أمانة المسؤولية الملقاة على عاتقه أمام الله والوطن والملِك، والمواطن الذي أوصله إلى مراكز القرار، ومن أنواع إنتهاك حرمة أمانة المسؤولية، ألا يستوعب السياسي الخطابات الملكية السامية المختلفة، وخصوصا التي تتعلق به كمنتخب سياسي، وخاصة ما جاء في خطابه المشهور حفظه الله، والتي يقول فيها حفظه الله:

 “وإذا أصبح ملك المغرب، غير مقتنع بالطريقة التي تمارس بها السياسة، ولا يثق في عدد من السياسيين، فماذا بقي للشعب؟”

واستحضر المتحدث خطابات أخرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يوجه فيها انتقادا لاذعا للمؤسسات الإدارية والنخبة السياسية في البلاد:

” إن بعض السياسيين انحرفوا بالسياسة، كما أن المواطن لم يعد يثق بهم”،

“إما أن تقوموا بمسؤولياتكم أو تنسحبوا”.

وانتقد مفتاح بشدة تجرؤ السياسي على إقحام السلطات و بعض مؤسسات الدولة المختلفة، في مزايداته السياسية، والتي وصفها ب” النتنة المعفنة، من دون حياء ولا إستحياء.. “، كما انتقد عدم الالتزام بالضوابط القانونية المنظمة لمهامه كمسؤول، وخاصة الحفاظ على مقررات المجلس واتفاقياته والتزاماته وعقوده، والعمل على خدمة الصالح العام..

وواصل عضو جماعة الدار البيضاء، عرضه لتجليات الاخلال بأمانة العمل السياسي، في إشارة لمشروع أرض الخيرية الذي كثُر حوله القيل والقال، وكذلك الاختلالات التي تعرقل التعجيل بتنفيذه:

“.. من التقصير أن يتعمد السياسي ارتكاب أخطاء تتمثل في اختلالات و خروقات، قد تؤدي إلى عرقلة بعض المشاريع المصادق عليها بمقررات المجلس، وتسيء الى سمعة المؤسسات وعندما يتم ضبطه متلبسا باختلالاته وأخطائه، يقوم بالدفاع عن أخطائه وإختلالاته بنشر المغالطات، ويظهر للناس أنه على حق، وأنه منضبط، رغم أن دلائل اختلالاته وخروقاته محسومة وقد تكون فوق طاولة الأجهزة.. حفظ الله مشروع الخيرية من أي خلل أو إختلال او خروقات”

وأشار ممثل مقاطعة عين الشق إلى واقع تسخير بعض السياسيين لمنتحلي صفة الصحافة، قصد نشر المغالطات و صرف أنظار المتتبعين عن الحقيقة، وحماية لمنصبهم.

” من التقصير أن يكون هم السياسي، هو الدفاع عن منصبه وموقعه الإنتخابي مهما كلفه الأمر، ولو أدى به الأمر إلى تسخير الصحافة الصفراء، والمرتزقين المنتحلين لصفة الصحافة، من أجل نشر المغالطات والأكاذيب، لتمويه الجميع، وصرف الأنظار عن الحقيقة، مما يتسبب في استفزاز وزعزعة و استنفار الأجهزة.. “

ولم يفت ضيف MCG24، التطرق ولو بإشارة موحية، إلى ظاهرة ترامي السياسيين على المال العام، وممتلكات الدولة أو الجماعة وغيرها..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 − سبعة =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض