ثقافة

صورة عميد الأدب المغربي الدكتور عباس الجراري في أعين شعراء الملحون- الحلقة السابعة عشرة 

إعداد : الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي

بمناسبة الإطلالة البهية لشهر رمضان الكريم لعام 1446 الموافق لعام 2025 أهدي هذه السلسلة من الحلقات الرمضانية إلى روح عميد الأدب المغربي أستاذي الدكتور عباس الجراري أكرم الله مثواه بعنوان : ” الدكتور عباس الجراري على ألسنة شعراء الملحون “. فاللهم ارحمه واعف عنه يا كريم واكتبه عندك من المحسنين وارزقه الجنة دون حساب ،  وتظله تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك  .. اللهم بجاه بركة هذا الشهر الفضيل , ارحم أمواتا ينتظرون منا الدعاء ، واغفر لهم ونور قبورهم واجعلها بردا وسلاما برحمتك يا أرحم الراحمين .

   لقد  استطاع أستاذنا ـ رحمه الله ـ إدماج الشعر الملحون في مقررات سنوات الإجازة ، بل أن تهيأ تحت إشرافه رسائل وأطاريح جامعية في هذا الباب ، إدراكا منه لأهمية هذا الشعر ، وشعورا بالحاجة إلى مزيد من البحث فيه لاستكمال ديوانه التر الغزير ، وتعميق درسه وتحليله ، وإبراز خصائصه والتعريف بأعلامه .
    
وتأسيسا على ما سبق ، نلاحظ اليوم ما حققه هذا التراث الأدبي في مستوياته المختلفة ، وما تزخر به الساحة الثقافية من إنتاج ، إبداعا وبحثا وعناية ، بل غدت الجامعة المغربية مركزا محوريا للتناول الأكاديمي لهذا التراث الأدبي .. ومن ثمة ، كان أستاذنا من أوائل من شجعوا الطلبة على البحث في أدب الملحون ، تقديرا منه لفن الملحون ، وبرورا بتراث بلده وثقافته وفكره . ولولا الجهود الحثيثة التي قدمها أستاذنا الجليل لفن الملحون ، لكان هذا التراث مهددا بالضياع والمسخ والتزييف والتشويه . ذلك أنه أوقف كل جهوده على دراسة الملحون والتعريف به ، مبرزا من خلال ذلك ، العمق الحضاري والفكري والثقافي للمغاربة . وقصيدة الملحون ليست بالأمر الهين أو بالبساطة التي يعتقدها الكثيرون .. إنها لا تسلم نفسها إلا لمن أعمل فكره وأجهد عقله ، وغاص في معانيها ودلالاتها ليقف على درر وجواهر فن الملحون ببلادنا . ومن ثمة ، كان لأستاذنا الجليل ـ رحمه الله ـ  دور كبير ومهم في التعريف بفن الملحون الذي يعد واحدا من صنوف كثيرة من الشعر الشعبي . وهو دور له قيمته ووزنه ، وعمل جليل وجدير بالتقدير ، نهض به الدكتور عباس الجراري ، حيث وضع بين أيدي الباحثين ثروة كبيرة من النصوص الشعرية التي كان يستشهد بها في كتابهالقصيدةالذي يعد حدثا ليس فقط بالنسبة لصاحبه ، ولكن بالنسبة أيضا للساحة الأدبية المغربية ، حيث يعتبر هذا الكتاب فتحا جديدا وأفقا آخر يفتح أمام الدراسات الأدبية . فكيف قرأ أستاذنا الجليل الدكتور عباس الجراري قصيدة الملحون ؟ ولماذا ركز على الشعر الملحون دون سواه ، على الرغم من أن نظرته للأدب المغربي كانت قد انطلقت في البداية من تناول الأدب المعرب ، مما جعله يبدأ مساره البحثي بتحقيق ديوان الأمير الشاعر أبي الربيع سليمان الموحدي سنة 1965 .. وحتى تكتمل الرؤيا والمنظور إلى الأدب المغربي ، كان لا بد من التعاطي مع الجانب الآخر، بإفراد أطروحته الثانية للشعر الملحون ، اقتناعا منه بأن الشعر الملحون مكمل للشعر الفصيح باعتبارهما وجهان لعملة واحدة ، ويشكلان متنين إبداعيين يجمعهما الأدب المغربي .بقول ألحاج أحمد سهوم منوها بهذا الإنجاز العلمي الرصين ، واصفا كتاب القصيدة بشجرة النخيل ذات الثمار اليانعة :
                                       
كان كتابك دكار
                                       
جاد النخل ب لاثمار
                             
كان كتابك ياالزينأسافوف الغلس
                                        
عكبه لصباح ينور
                                        
اجمعتي ف التذكار
                                        
أوب الأسلوب للأري
                            
فقه .. أومعرفة .. وعلم ..أو أدب التسلاس
                                        
خلى لعسل معطور
                                        
يا معلمة تذكار
                                       
ف مجامع هل لافكار
                          
يا قيمة يارمز من رموز وطان الكياس
                                      
يا بهجة كل احضور ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 + واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض