ثقافة

صورة عميد الأدب المغربي الدكتور عباس الجراري في أعين شعراء الملحون- الحلقة التاسعة عشرة

إعداد : الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي

بمناسبة الإطلالة البهية لشهر رمضان الكريم لعام 1446 الموافق لعام 2025 أهدي هذه السلسلة من الحلقات الرمضانية إلى روح عميد الأدب المغربي أستاذي الدكتور عباس الجراري أكرم الله مثواه بعنوان : ” الدكتور عباس الجراري على ألسنة شعراء الملحون “. فاللهم ارحمه واعف عنه يا كريم واكتبه عندك من المحسنين وارزقه الجنة دون حساب ،  وتظله تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك  .. اللهم بجاه بركة هذا الشهر الفضيل , ارحم أمواتا ينتظرون منا الدعاء ، واغفر لهم ونور قبورهم واجعلها بردا وسلاما برحمتك يا أرحم الراحمين .


وعن تسجيل فن الملحون في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية ، يكون الدكتور عباس الجراري قد توجت جهوده بالتوفيق ، إضافة إلىالجهود التي عملت أكاديمية المملكة المغربية على إعداد ملفها والسهر على توثيقه عبر لجنتها الخاصة بالملحون مما شكل اعترافا دوليا بإرث مغربي أصيل ورافدا مهما من الروافد الفنية الغنية للمغرب ومكونا مرجعيا من مكونات الهوية الثقافية المغربية العريقة . كما يعد هذا الاعتراف الأممي من طرف منظمة اليونسكو بهذا المكون الفني ترسيخا للمجهودات التي بذلتها أكاديمية المملكة المغربية ” . يقول شاعرنا محمد العلمي :
                        
كملت يا ناسي اهدافنا وزينت ليام
                        
رفع العشاق علام للملحون بتقوامي
                        
يتصنف بين الفنون فاليونيسكو جاهوسما
                        
وحفظت لجيال سر هاذ الفن المصون 
                        
بطيب الحب المكنون والإخلاص وتفاني
                        
وضحى جوهرة منورة كل انحاء بلادنا
                        
وهلت نهضة مخلدة فرياض الملحون
                       
عذب الشعر الموزون بين بنات وشباني
                       
بقصايد طرز اكباح تسبي عاشق ملحوننا

إن تصنيف الملحون في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية ، يعود بالدرجة الأولى إلى عناية أستاذنا الدكتور عباس الجراري بهذا الفن الرفيع تأليفا وبحثا وتحقيقا وتأطيرا وإشرافا ، إضافة إلى الجهود التي بذلتها أكاديمية المملكة المغربية التي عملت على إعداد ملفها ، كما سهرت على تتبع هذا الملف إلى أن استوى على سوقه . وإلى هذا وذاك ، لا ننسى الرصيد العلمي الوطني في الكتابة عن الملحون ، وهو رصيد هائل ومتميز ، سواء تعلق الأمر بالأبحاث التي قدمت للجامعة المغربية في نطاق الإجازة أو دبلوم الدراسات العليا أو دكتوراه الدولة ، أو تلك التي ظهرت في شكل مقالات ودراسات حول الملحون ، بل إن أكاديمية المملكة المغربية اليوم تسعى بكل ما لديها من إمكانيات لجمع ما هو مفرق ومشتت من قصائد الملحون حتى لا يضيع هذا التراث الأدبي الحافل بالقيم النبيلة . لذلك ، من الضروري الإلحاح على عملية جمع نصوص الشعر الملحون ، والمتابعة الدائمة لهذه العملية حفظا لهويتنا وشخصيتنا الوطنية . وفعلا ، استجابت أكاديمية المملكة لنداء أستاذنا ، tحرصت على جمع نصوص الملحون وتقدمت بمعية وزارة الثقافة بطلب إدراج فن الملحون في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية . وهو ما كان يسعى إليه المغاربة قاطبة ،وفي طليعتهم جلالة الملك سيدي محمد السادس حفظه الله من خلال الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى أكاديمية المملكة المغربية بعد تفضل جلالته باستلام ديوان الشيخ سيدي قدور العلمي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية + سبعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض