ثقافة

جيمس راندي: 92 سنة بين الصدق و الخداع

سارة امغار

استيقظ العالم اليوم على خبر وفاة الساحر الكندي الأمريكي جيمس راندي عن عمر يناهز 92سنة.

ولد جيمس راندي سنة 1928 بتورونتو الكندية وقد اهتم منذ طفولته بفن الخدع السحرية. عرف عند معجبيه باسم “راندي المذهل”، حيث ازداد شهرة عند تحطيمه للرقم القياسي الذي سجله هاري هوديني قبله، فقد استطاع البقاء في ثابوت مغلق مغمور في مسبح لمدة ساعة و 44 دقيقة. ليحطم بعد ذلك رقما قياسي آخر حيث ظل محبوسا لمدة 55دقيقة في كتلة من الجليد.
اشتهر جيمس راندي عند العالم ليس فقط بمواهبه في هذا المجال و إنما أيضا بالتحقيق و فك مجموعة من الحيل التي يستعملها الدجالون ومدعو امتلاك القوى الخارقة لخداع ضحاياهم. ففي ثمانينيات القرن الماضي قام بواحدة من أشهر مواجاهاته والتي كانت مع المسمى “بيتر بوبوف” و هو واحد من مدعي القوى الخارقة حيث وهَّم ضحاياه المقدرين بعشرات الآلاف باتصاله المباشر ب”يسوع” مما أكسبه قدرة ليس فقط على تشخيص مختلف الأمراض وانما أيضا تحقيق معجزة الشفاء الفوري. ظلت ادعاءاته مدة بين تفنيد المجتمع العلمي و التصديق المطلق لأتباعه، إلى أن جاء جيمس راندي مؤكدا ادعاء “بوبوف”المتعلق بالإتصال، و لكن هذه المرة ليس مع يسوع و إنما مع زوجته التي تستغل المعلومات المتضمَّنة في الإستمارات التي يملأها الحاضرون عند دخولهم، حيث تمليها عليه مباشرة عبر سماعة أذن مخفية بإتقان.
اشتهر أيضا جيمس راندي بما يسمى بتحدي المليون دولار للظواهر الخارقة، و هي جائزة ستقدم لأي شخص في العالم يستطيع إثبات قدراته غير الطبيعية، لكن و كما هو متوقع لم يستطع أحد الفوز بالتحدي الى حدود الساعة.
تعتبر وفاة “الكاذب الصادق” جيمس راندي خسارة كبيرة لـِ”لجنة التحقيق العلمي في الإدعاءات الخارقة للطبيعة” و أيضا لعالم باختلاف مجتمعاته و درجة الوعي فيها لا زال يغزوه هذا النوع من المزاعم الكاذبة رغم التطور العلمي و التكنولوجي الكبير الذي يشهده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 + 20 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض