أطلقت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، مساء الثلاثاء، الصاروخ الأوروبي الثقيل “أريان 6” من قاعدة كورو الفضائية في غويانا الفرنسية، حاملاً القمر الاصطناعي الجديد “سنتينيل-1دي (Sentinel-1D)”، في إطار برنامج “كوبرنيكوس” الأوروبي لمراقبة البيئة وتغيرات كوكب الأرض.
وتأتي هذه العملية لتؤكد ريادة أوروبا في مجال تكنولوجيا الفضاء وحرصها على تطوير أنظمة المراقبة البيئية المتقدمة، التي تلعب دوراً محورياً في مواجهة التغير المناخي والكوارث الطبيعية.
القمر الاصطناعي “سنتينيل-1دي” يعزز قدرات مراقبة الأرض
يحمل الصاروخ “أريان 6” القمر الاصطناعي “سنتينيل-1دي”، وهو مزود برادار متطور عالي الدقة قادر على التقاط صور لسطح الأرض في جميع الظروف الجوية، سواء خلال النهار أو الليل، وحتى عبر السحب الكثيفة.
ويُنتظر أن يُحدث هذا القمر طفرة في مجال جمع البيانات البيئية، بما يساعد العلماء والباحثين على تحليل تغيرات المناخ ومراقبة النظم البيئية والزراعية بدقة غير مسبوقة.
تفاصيل مهمة الإطلاق وأهدافها العلمية
تُعد هذه الرحلة الثالثة تجاريًا لصاروخ “أريان 6” منذ دخوله الخدمة العام الماضي، ما يعكس ثقة المجتمع العلمي الدولي في قدرة أوروبا على قيادة قطاع الإطلاقات الفضائية التجارية.
وسيُوضع القمر الاصطناعي في مدار متزامن مع الشمس على ارتفاع 693 كيلومتراً عن سطح الأرض، وهو المدار المثالي للحصول على صور متسقة زمنياً تُسهم في تطوير برامج المراقبة البيئية والمناخية على المستوى العالمي.
ويبلغ وزن القمر الاصطناعي أكثر من طنين، ما يعكس التطور الكبير في الهندسة الفضائية الأوروبية وقدرتها على إطلاق أقمار متقدمة تقنياً في مجالات المراقبة والاستشعار عن بعد.
أوروبا تعزز حضورها في سباق الفضاء العالمي
يمثل هذا الإطلاق خطوة إضافية في تعزيز استقلالية أوروبا الفضائية، ضمن سياسة طموحة تهدف إلى تقليل الاعتماد على خدمات الإطلاق الأجنبية، خاصة مع التنافس المتزايد بين الشركات العالمية مثل سبيس إكس الأمريكية وبلو أوريجن.
كما ينسجم المشروع مع الاستراتيجية الأوروبية للتحول البيئي الرقمي، من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الفضائية لدعم السياسات البيئية والتنموية المستدامة.
